( نيران لا تخمد)

40 8 0
                                    

(الفصل الرابع عشر)

" حل الربيع بوجود من حن القلب لهم ، تفتحت الزهور ونشرت عبيقها في كل مكان ، عودتهم كانت بمثابة عودة الروح إلى الجسد .. عودة الغريب إلى موطنه .. عودة الاطمئنان إلى القلب ..
والراحة التي لطالما ابحث عنها وأتمنى أن احصل عليها ، ها قد سكنت قلبي من جديد ،
تأنس القلب بقدوم من أحببنا وإبتهجت ليالينا..

نهضو جميعهم من أماكنهم فور وجود من أتى اليهم.. وهم في حالة من الدهشة وعدم إستيعاب لما يقف أمامهم.. رمش بلال ببلاهة لعدة مرات ليجد نفسه في حلم ام ما يراه حقيقة..

تقدم نحوهم أكثر وقال وهو يعانق بلال بفرحة
" طيب والله القلب إشتاق ي حبايب قلبي .. وحشتني ي بلال"

تراجع بلال عنه قليلاً وقد لمعت العبارات في عينيه ،مردفا من بين دموعه " هو اللي انا شايفة ده حقيقة ولا انا في حلم ، بس يارب مكونش في حلم علشان مستنيكو من زمان"

عانقه مرة أخرى بشدة وهو يبكي بقوة ويقول من بين شهقاته " قولي ان ده مش حلم ي بابا ، ارجوك قولي انك فعلاً رجعت..

بكى صالح معه وأردف بتأثر" رجعت ي حبيبي ، رجعت انا ومامتكو ، ومش هنسيبكو تاني ان شاء الله "

تقدمت كلا من زينة وغدير تعانق والدتهم التي كانت تقف بالقرب من صالح وهي تكبي على الايام التي مضت بدونهم ولوعة الاشتياق محصورة في قلبها، ولكن هي الآن بالقرب منهم ، هي الآن معهم..

عانقت سناء كلتا بناتها وأردفت بإشتياق من بين قبلاتها لهم
" وحشتوني ي حبايب قلبي .. وحشتوني أوي اوي.. الحمدلله يارب الحمدلله اني خلاني اشوفكو .. الحمدلله إن جمعنا تاني"

تقدم بلال وصالح نحوهم وعانقو بعضهم في جو يسوده الامان ، وكأن غريق وجد طوق النجاة ..
وبعد أن انتهو من إزالة الشوق.. إقتربت سناء من أختها مردفه بتأثر " وأخيراً إتجمعنا تاني ي شيماء ،كل اللي كنا بنحلم بيه إتحقق ، شكراً علشان حفظي الأمانة اللي أمنتك عليه"

إرتمت شيماء تعانقها بحب وحسرة على السنين التي مضت بدون نصها الاخر..
وإقترب محمد نحو صالح مردفا "نورت البلد والبيت ي صديقي الصدوق"

" يااه لسة فاكر اللقب ده ي حمو"
قالها صالح بمرح فأضاف محمد
" وانت لسة فاكر حمو ي صالح"

" ولا أقدر انسى ي حبيبي"

جلسو جميعهم مع بعضهم البعض يتبادلون أطراف الحديث ، حيث كانت شيماء تعرفهم على باقي الموجودين معهم ،

" والعسولة دي ريحان ومامتها سحر"

إبتسمت لهم سناء بود مردفه " اهلا بيكم ي حبايبي"

ردت سحر بإبتسامة " اهلا بيكي انتي ي ام بلال"

نهض مصطفى من مكانه يقول بمرح " طيب بما إن النهاردة يوم جميل كدة ، نخليه أجازة ومحدش يروح شغله وكمان تعملولنا تشيز كيك ، ايه رأيكم"

سطور من الواقع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن