سطور من الواقع

(مالك كل سنيني)

( الخامس و الثلاثون)

أغرق وتصبح أنتَ منقذي من الغرق ، تنتشلُني من مستنقع الحزن الذي أعيش به ، تأتي أنت وتجعل لي الحياة ألواناً مثل ألوان الطيف ، ترسم البسمة على وجهي وتصبح لي السلام من بعد حربٍ كانت قد أنهكت قلبي ، تجعلني مثل طفلة تبحث عنك أينما ذهبت وتنتظر منك إرضائها بقطعةٍ من حلوى السكر ،
ينشر السلام لقلبي ويغمر روحي براحة وأمان ،
من نظرة له يروق لي البال ، وقربه لي يُحيني ، ويصبح لي أُنسي في كل مكان ، ويكون لي رفيق العمر و الدرب وشريك حياتي ، يغمرني بحنانه علَي ،
وعطفه وصفاء قلبه ، يصبح لي رجُلي وسندي وأنسي في هذه الدنيا ، والاهم أن يأخذ بيدي إلى الجنة ..
أتمنى أن نحظى جميعًا بشخص تملئه هذه الصفات الحميدة.

بعد أن إكتملت جميع التجهيزات و وضع الإضائات في كافة أنحاء المنزل من الخارج و وتم وضع الكراسي للزّوار القادمين لهذه المناسبة السعيدة و يوجد طاوله كبيرة مجهز عليها أنواع من العصائر و المشروبات الغازية وهكذا الحلوى بشتى أنواعها ومن الداخل كان يوجد ديكور مصمم خاص بالحنّة كما يلقبونها و مُصَور خاص بتصوير الرجال ف الخارج و مُصَورة فتاة جائت خصّيصاً للفتيات...

بدأ الجميع بالقدوم حيث الرجال و الشباب يجلسون في الخارج و الفتيات و النساء يدلفون إلى البيت..
كانت تقف شيماء واختها و هكذا حريم البيت والدة ريحان و والدة شهاب وقفو يستقبلون الحريم وهم يلتقون أنواع من الترحيبات و الأدعية التي تسعدهم ،
وهكذا الفتيات كانوا يستقبلون أصدقائهم وكان لهم مكان خاص في ردهة المنزل يستمتعون به بمفردهم ، حيث كانت توجد فتاة تضع لهم الحنّة وترسمها لهم حسب الأشكال التي يريدونها تحت جو مليء بالبهجة و السرور

جلست الحنّانة ترسم لزينة أولاً الحنّة على يديها وقدميها بعد أن إرتدت فستانها الأحمر وفردت خصلاتها الناعمة نظراً لعدم وجود أحد من الرجال ..

تقدمت غدير نحوها وقالت لها بمزاح .
_" خليها تكتب اسم شهاب يبت ي زينة"
ضحكت فرح عليها وقالت.
_" طيب خلاص وانتي اكتبي عمر"
إبتسمت غدير بخجل وقالت.
_" منا هكتب بس هكتب دلع كدة خاص بيه"
ضيّقت لمى بين حاجبها بمزاح وقالت بتفكير مصطنع.
_" يا تُرى اي الدلع اللي هتكتبو غدير"
ضحكت غدير عليها وقالت.
_" لما أوريه لعمر ابقى أقولكو بقى"
أشارت زينة لريحان أيضاً متسائله.
_" طيب وانتي يا ريحان هتكتبيه اي"
إبتسمت ريحان بخجل طفيف وقالت .
_" سر بقى طالما غدير مش هتقول"
ضحكو الفتيات عليها من ما أضافت نور شقيقة شهاب.
_" طيب يلا نرسم ونخلص فقرة الرومانسية علشان نقوم نحيي الليلة "
ضحكت لمى عليها بشدة وقالت من بين قهقهاتها .
_" يالهوي يا نور ليلة اي اللي نحييها بس "
بادلتها نور الضحك وقالت بعدم معرفة.
_" أنا أعرف كلمة قولتها وخلاص.. بس يلا بس علشان ليلتنا طويلة "
جلسو ورسمت كل واحدة منهم وهكذا باقي الفتيات..
بدأ الجو يصبح حماسي أكثر حيث لا يوجد غيرهم بالبيت والرجال بالخارج ..
تم تشغيل بعض الاناشيد الاسلاميه من ما جعل للجو بهجة و سرور وراحة تخللت في ثنايا قلوبهم و قفت كل واحدة تتمايل بفستانها اللطيف برقه ودلال بين بعضهم وهم ينشدون الاناشيد و كل أثنين ممسكين بأيدي بعض ومن الاناشيد التي أنشدوها معاً