1 - لم يكن الأمر ممتعًا!

3.3K 159 251
                                    

.

بداية الرِحلة الجديدة ♡
13/2/2024

متنسوش الڤوت
أتمنى لكم قراءة ممتعة ♡

1 - لم يكن الأمر ممتعًا!

ــــ

«أهمّ عُنصرٍ في العائلة هو الترابُط»
ولكن كيفَ يكونَ هُناك ترابُطًا والشر هو يتحاكىٰ؟

ــ

ظلامٌ حالِك، ضوءُ القمر ساطعٌ على ذلك المنزل الكبير، منزل لعائلةٍ معروفةٍ، يهابُه الصغير والكبير، سحبوه بقوةٍ رغمَ مقاومته وصُراخه المستمر، صراخ طفلٍ لم يُكمِل عامُه الرابع عشر، دفعهُ بقوةٍ نحو تلك الغرفة المُظلمة التي لا يطولها الضوء من أي فتحةٍ أو نافذةٍ، صرخاته مزقّت نياطِ قلبِ والدته التي تتوسل لوالده أن يُبعدوه عنهم، ولكن لا حياة لمن تُنادي، بكىٰ رعبًا وهو يرىٰ جده يفك حزامهُ ثم خلعه وهبط أعلى جسده، كان يصرخ بشدةٍ ووالدته تبكي بنحيبٍ تتوسل لوالده أن يوقفه.

"أبوس إيدك يا مرزوق، أبوس رجلك خليه يسيب الواد، الواد هيموت في إيده، ده ابنك برضه"

قالتها بتوسلٍ ورجاءٍ، ليأتيها ردّ مرزوق على هيئة صفعةٍ هوت على وجنتها جعلتها تصرخ قهرًا وألمًا، وسحبها من خصلاتها خلفُه تاركًا والده وأخوته يُعذبون ابنه ولم يحركه تلك الصخرة التي تسكن بين أضلعه، كان يبكي بشدةٍ ألمًا من كثرة الضربِ، يحاول أن يصل لوالدته ولكن كيف وهو محاوطًا بهؤلاء الوحوشِ، أنهى جده ضربه بالحزام، ثم أردف بقسوةٍ وكأنّ صخرةٌ متبلدة هي من تتكلم:
"اقفل عليه الباب يا مدحت، مفيش أكل ومفيش شُرب خالص لغاية الصبح"

وغادر هو وابنه الأصغر، وفعل مِدحت ما طُلب منه غير آبهًا بصرخات الصغير الذي كان يبكي في الأرض لا يقدر على التحرك، أنفاسه تقلّ ورهبته تزداد من ذلك المكانِ المُظلم….

شهقَ بفزعٍ وهو يعتدل، يتنفس بصعوبةٍ يتصبب العرق على جبينه بشدة، يرتفع رنين الهاتف بجانبه وتقريبًا هو من أيقظه من ذلك الكابوس المظلم، مدّ يده بجانبه يلتقط بخاختهُ ليأخذ منها ذلك الرذاذ لكي يعود تنفسه طبيعيًّا من جديد، عاد تنفسه ووضع البخاخ وهو ما زال يلهث وكأنه كان في سباقٍ عنيف، ورنين هاتفه ما زال يصدح في أرجاء الغرفة، رمقَ الهاتف الذي بجواره على الفراش ليلمح اسم صديقه، لم يقو على الرد بل نهض وتوجه نحو المرحاض يضع رأسه أسفل المياه، يشعر بصداعٍ يداهمه وغليانِ رأسه من ذلك الكابوس، ليست أول مرةٍ ولكن لم يعتاد ولن يعتاد، رفع وجهه يطالع انعكاسه في المرآة، خصلاته المبتلة ليسحب المنشفة يجفف وجهه وخصلاته ووضعها حول رقبته، ليتوجه نحو الخارج بعدما هدأ قليلًا، ليلتقط هاتفه يتوجه نحو الشُرفة غير آبهًا لبرودة الأجواء ولم يرتدي سترة عُلوية، بل خرج عاري الجزع لكي يستنشق بعض الهواء رغم نقص الأكسجين في ذلك المنزل الذي يمقته، وضع الهاتف على أذنه ينتظر رد صديقه الذي ما أن جاء حتى نطق بنبرةٍ جامدة يُخفي خلفها فزعه من ذلك الكابوس المرير:

عائِلات من نوعٍ آخر ✓Where stories live. Discover now