12 - الحقائق مُـرّة

952 86 73
                                    

.

متنسوش الڤوت
وأتمنى لكم قراءة ممتعة ♡

12 - الحقائق مُـرّة

★★

"بابا!"

تلفظت بها لين بشيءٍ من الصدمة والرعب وقد بان ذلك على يديها التي ارتجفت بسبب خوفها منه أو من فعلهُ لشيءٍ بها أو بأصدقائها، لا تعلم بما يفكر ولكن يفكر في الشر بعد قولهُ الذي انبعث من بين شفتيه:
مفكرة حالك رح تتخبّي هون وما رح لاقيكِ.. لَك راسك لكبيرة هي رح كسرها.. وما حدا رح يقدر يمنعني"

انتبهَ الجميع أكثر بأنفسٍ فضوليةٍ دونَ أن يأتي ببالهم التدخل أو الدفاع عن أي شيءٍ حتى لو حدث شيء كبير يستدعي التدخل، حاولت أن تتمالك ذاتها رغم ترقرق الدمع في عينها وأخرجت نبرتها المهتزة:
"بابا!! مو هون! رح نتفاهم بهدوء.. مو هون!"

هدر هو بغضبٍ شديد يرفع سبابتهُ أمام وجهها:
"وأنتِ تركتِ فيها هدوء!!! قلتلك تِجي وإلا لو أنا إجيت رح كسر راسك وكسر المكان اللي أنتِ فيه على راسك يا لين وما سمعتيني.. مفكرة حالك ذكية لأنه مخبية مكان بيتك.. بس نسيتي إني بعرف هاد المكان، اتحركي قدامي هلّأ وإلا ما رح يعجبك اللي بعمله"

ازدردت لعابها بصعوبةٍ ثم نطقت بشجاعةٍ لا تعلم من أين أتت بها، وهدرت بهِ بلهجةٍ مصريّة مُتقنة:
"لأ، ما رح أتحرك بابا.. وقولتلك مرة أني مش هاجي معاك في أي مكان ومش هتجوز ابن عمي ومش هتعمل اللي في دماغك.. عشان تشرب القرف اللي بتشربه ده"

ارتفعت ذروة غضبهُ أكثر ورفع يدهُ في نيته أن يضربها ولكن وجد يده استقرّت في الهواء لم تهوى على وجه ابنتهُ التي احتمت في يدها برعبٍ، لينظر والد لين لصاحب اليد التي تمسكهُ فلم يكن سِوى سُفيان الذي أنزلها من جديد مبتسمًا:
"إزاي حضرتك يا أونكل.. عيب اللي حضرتك بتعمله، دي بنتك.. مش كدا برضه ولا إيه؟"

سألهُ في نهاية الجملة للتأكد، ليهدُر والدها بغضبٍ شديد:
"هو ده بقى اللي ماشية معاه ومش عايزة تيجي لأبوكِ"

اتسعت أعين سُفيان بصدمةٍ من حديثهُ وهتفَ بحنقٍ:
"إيه اللي حضرتك بتقوله ده!! ماشية مع مين ما تحترم نفسك!"

هتفَت لين وهي تبتعد عن بِيسان ونطقت بغضبٍ رغم الدموع المنهمرة على وجنتها:
"مش هاجي معاك يا بابا وتمشي أحسن من هنا، ومش هعمل اللي في دماغك!"

كاد أحد الرجال القادمين مع والد لين بالرد ولكن أوقفهم عندما قال:
"ماشي يا لين.. جاي تاني ووقتها بابن عمك والمأذون وغصب عنك هتتجوزيه!"

وغادر هو ومن معهُ تاركهم، أما عُبيدة كان جالسًا على المقعد يمسد على القطة غير آبهًا بكل ذلك، يعلم أن سُفيان سيحلّ الأمر وهو ليس لديهِ شأنًا به، تدخله حينَ يتأزم الوضع غير ذلك كان يلعب مع سكّر، لتهتِف بِيسان بحنقٍ لـ سُفيان:
"أنتوا كل يوم تيجوا تدافعوا عننا كدا؟"

عائِلات من نوعٍ آخر ✓Where stories live. Discover now