.
متنسوش الڤوت
وأتمنى لكم قراءة ممتعة ♡
8 - ماذا دهاه الآن!
ـــــ
"بِيسان شوقي عثمان الدّالي.. عاش من شافك يا كدمة!"
قالها بخبثٍ شديد ذلك الشاب الذي دخل وخلفه شابّان آخران، ليقع الاسم على عُبيدة كالصاعقة كأنّ دلوًا من المياه البارد وقع فوقه في تلك الأجواء الشتوية القارسَة، ولم ينصدم عُبيدَة فقط بل سُفيان أيضًا الذي انصدم وفغر فاههُ يطالع صديقه بعدم تصديقٍ، أخرجهما من صدمتها ذلك الشاب مجددًا الذي قال:
"شكل عندك ضيوف يا كدمة، نجيلك وقت تاني بقى وأكون نهيت اللي بعمله.. يلا see you later"
وغادروا الثلاثة وكأنهم لم يأتوا من الأساس، ليهتِف سُفيان بصدمةٍ صائحًا:
"دا…. إيه؟؟؟؟؟"
كممَ عُبيدَة فمّه سريعًا وقال بهدوءٍ حاول تجميعهُ:
"عن إذنكم لازم نمشي"
وجذب صديقهُ وهو ما زال يُكمم فمّه رغم تعجب المتواجدين، لتقول لين بالمصريةِ بصدمةٍ ناظرةً لها بعدما رحلا:
"أنتِ من العيلة اللي كانت في التلفزيون النهاردة؟"
فركت بِيسان يدها بقوةٍ وتوترٍ وأومأت بإيجابٍ، لتهتِف آية بعدم فهمٍ:
"ومقولتيش ليه؟ ومستخبية ليه؟"
وضعت يدها على رأسها تُنهي الموضوع ناطقةً:
"أنا تعبانة وهمشي، ابقوا كملوا أنتوا لبليل.. سلام"
وغادرت من أمامهم، لتُفكّر لين بغموضٍ في ردود أفعالها، هناك حلقة مفقودة لا يعلمها إلا بِيسان..
"اكتم خالص ولا كأنك سمعت حاجة النهاردة!"
طالعهُ سُفيان بصدمةٍ ثم عاود النظر للطريق قائلًا:
"دي بنت عمك يا عم!! ومين دول أصلًا اللي جهم؟"
نظر عُبيدَة للطريق بشرودٍ يفكر بغموضٍ شديد في كل شيءٍ، كيف وهي توفّت منذ سنواتٍ كثيرة!، هتفَ بغموضٍ بالغ:
"ولا كأنك سمعت شيء لغاية ما أتأكد من حاجة.. عشان المفروض دي ميّتة أصلًا من زمان"
لم يفهم سُفيان شيءٍ ولكن صمت لرغبة صديقه، وأوصله سُفيان للمنزل ليهبط وتوجه نحوَ الأعلى ولكن توجه لغرفة والدتهُ يطرق على الباب، فتح مرزوق الباب وهو يتثاءب وما أن رأى ابنه حتى هتفَ بغيظٍ شديد:
"الواحد ميعرفش يرتاح أبدًا يا زفت أنت؟"
تمالك أعصابه ونطقَ بهدوءٍ:
"معلش عايز أمي في كلمتين وهجيبها تاني!"
توجه للداخل يقول بغضبٍ:
"قومي شوفي الزفت ده! ومتتأخريش عشان متعصبش!"
أومأت له عدة مراتٍ بخوفٍ وهي تتوجه نحو الخارج حيث ابنها، ليأخذها عُبيدَة نحو غرفته وأغلق الباب جيدًا لتقول بعدم فهمٍ:
"مالك يا حبيبي حصل إيه؟"
YOU ARE READING
عائِلات من نوعٍ آخر ✓
Randomليسَت كل عائلةٍ متواجدة في الحياة تكونُ مثلما نعتقِد، فـ هُناك عائلاتٍ لا نتخيّل أنها بهذا الشكل. إن كان الشرّ هو من يجري في الدِماء.. الخُبثُ هو من يجري داخل العُروق.. القسوةُ هيَ مَن تتكلّم.. الغرورُ هو الصباح والكِبرياءُ هو المساء.. كيفَ سيُ...
