39 | ثلاثةِ أشهرٍ

1K 105 13
                                    

.

متنسوش الڤوت
أتمنى لكم قراءة ممتعة ♡

39 | ثلاثةِ أشهرٍ

°°

كانَ غافيًا على فراشه ولكن ما أقلقَ نومهِ شعوره بوخزِ إبرةٍ في يده، فتح عينيهِ بفزعٍ ليتضح أمام أعينه عُبيدة لكنّه لم يظهر بشكلٍ كامل بسبب خفّة الضوء الشديدة، ما كاد أن يستوعب حتى استمع لتأتأة الآخر وهو يُخرج الإبرة من ذراعه:

"تؤ تؤ يا جدّو.. مكانش ينفع تتحرّك، كدا الحقنة عوّرتك!"

لم يستوعب عثمان الأمر ولكن ضغطَ عُبيدة بإبهامه على موضع الحقنةِ، ثم ابتعد ليعتدل عثمان بفزعٍ هادرًا:
"أنت عملت إيه؟"

أغلق عُبيدة الإبرة واضعًا إياها في چيبهِ، ثمّ جلس على الأريكة المقابلة لمؤخرة الفراش، ثمّ وضع قدمًا أعلى الأخرى ناظرًا في ساعةِ يده:
"فاضل 14 دقيقة ومفعول الدوا يبدأ.. هتقولي ده دوا إيه، هقولك.. ده دواء ****** نادِر جدًّا في وجوده وغالي كمان بس مش خسارة فيك، الدوا ده بيعمل حاجتين بيذهِب نص عقلك وبيخليك تتألم في كل حتة في جسمك كل لحظة وكل ثانية وكل دقيقة… يعني بمجرّد ما مفعوله يبدأ هتبقى نص مجنون ونص بتموت… فاكِر لما كنت بتخلينا نتمنى الموت ومش طايلنه!! ده هيخليك تتمنى الموت عشر مرات ومش هتلمَح طيفه بعينك يا عثمان! هيجي في ذهنك كل حاجة عملتها فينا من أول ما اتولدنا، يعني بمجرّد كل ما يجيلي فيديو ليك في المصحّة هيشفي غليلي من جوا.. حقّ مراتي اللي شافت أيام سودَة بسببك وهيّ صغيرة ووهي كبيرة، المصحّة دي عشان هيّ قعدت خمس أيام فيها وأنا هخليك تكمّل باقي حياتك فيها يا عثمان، حقّ أمي اللي قتلتوها قدامِي وكنتوا بتعذبوها وبتهينوها.. حقّ أمها اللي ماتت بسببكم برضه، بس متخافش أديني ولعت بالبيت بالأربعة، هيّ قتلت أيمن.. قتلت أنا إسلام ومدحت بنفس الطريقة اللي قتلوا بيها أمي وأثبتها انتحار.. ودلوقتي آخر واحد.. الوحيد اللي في انتقامي مش هيموت واستحالة يموت.. هتفضل باقي حياتك في عذاب وبس! افتكر بيه بقى كل اللي عملته زمان وكل اللي عملته دلوقتي وبيحصلنا دلوقتي!"

عادَ ببصره لساعةِ يده قائلًا:
"أهو فاضل كام دقيقة.. بس هيبدأ دلوقتي، يلا بالشفا يا عثمان!"

ونهض من موضعه لكي يغادر لكنه استدار قبل رحيله نابسًا:
"اه مش هتعرف تحبسني حتى لو اتنططت على ركبك كدا وعملت قرد! العربية جاية تاخدك عايز صوت صويتك يجيلي تحت!"

بينما عثمان لم يستوعب شيئًا إلا بعدما شعر بألمٍ بدأ ينتشر في جسده ورأسهِ بشكلٍ مهيب، بينما تحرّك عبيدة يترجّل درجات السلّم مبتسمًا بجانبيةٍ يشعُر براحةٍ تنبعث لقلبهِ بتلك الصرخات المتألمة التي تقع على مسامعه، سار نحو الخارجِ حيثُ سيارتهِ وترجّل إليها، يتنهد بقوةٍ وراحةٍ بالغة خاصةً بعدما رأى تلك السيارة قد توقفت أمام منزل عثمان وينزل منها عدة رجالٍ، ظلّ متابعًا من مرآة السيارة وهو يرتشِف من العصير الذي بيده بانسجامٍ وازدادت بسمته وهو يرونهم يسحبونه بقوةٍ وصراخه يملأ الحيّ بأكمله وألمُه باديًا على وجههِ وخصلاته التي تبعثرَت أثر شدّه لها، وضع العصير بفمه مجددًا وما زال يبتسم وهو يرى السيارة تتحرّك بجانبه مغادرة، ليُشعل المحرك ثمّ رمى علبةِ المشروب الفارغة وتحرّك بسرعةٍ يتمتّع بها وتشعره بالراحةِ أكثر مشعلًا موسيقى في مسجله..

عائِلات من نوعٍ آخر ✓Where stories live. Discover now