4 - لم تكن في القائمة

1.2K 108 44
                                    

.

متنسوش الڤوت
أتمنىٰ لكم قراءة ممتعة ♡

ــ

4 - لم تكن في القائمة

♡♡

قد عادَ عُبيدة لمنزلهُ في جوفٍ من الليلِ، السكون يعمّ أرجاء المكان بطريقةٍ تبث الرعب في قلبه، ولكن أكمَل الصعود نحوَ الأعلىٰ فإن أفلت الآن لن يُفلت عقابه في الصباح، كان يودّ الذهاب للاطمئنان على والدتهُ ولكن يعلم جيدًا أن والده موجود فلن يفعل، دخل غرفته ينزع معطفهُ يرميهِ جانبًا بعدما فتح الضوء، ثم نزعَ السترة القطنية، وتوجه لكي يستحمّ ولكن انقطع الضوء عن المنزل، تسلل لقلبهُ الشعور بالرهبة وتوجه سريعًا نحوَ هاتفه لكي يُشعل ضوءُه وهو يزدرد لعابه برعبٍ بالغ، يهاب الظلام من صِغره، فتحَ الهاتف ولكن صُدِم عندما وجدهُ مغلق وقد انتهى شحنهُ، بحثَ في أرجاء الغرفة عن أي شيءٍ يرسل له الضوء ولكن لم يجد، يحاول أن يحافظ على أنفاسه ويحافظ على رابطة جأشهُ لكي لا يشمت به أحدٍ، ولكن لم يقدر على التمركز في موضعه قد فتح الباب ليُقابل الظلام الدامس فقط، صرخ بكل غضبٍ يحاول مداراة خلفه ذعرهُ:

"مين الزفت اللي قطع النور؟"

قابلهُ السكون من جديد، ليحاول التوجه نحوَ الدرج بحذرٍ وما زالت أنفاسه تقلّ ولم يقدر على العودة لجلبِ بخاختهُ، استند على السورِ وبدأت ذكرياته المؤلمة في العودة من جديد، ولن يستنجد بأحدٍ فلا يوجد من يمده بالعون في ذلك المنزل، بل متأكدًا أن ذلك عقابه، يعاقبوه بنقطةِ ضعفه، بشيءٍ يرهبه ويخافه وما "زاد الطين بلة" الربو الذي يعاني منه والمشاكل في التنفس جعلته يجثي أرضًا ويعلم أنه لا مفر، أنفاسه بدأت تقل تدريجيًّا لدرجة أنه شعرَ أنه على وشكِ الموت ولفظ أنفاسه الأخيرة ووقع مغشيًّا عليه…

ــــ

بدأ بالاستيقاظ صداعٍ يكاد يفتك برأسهُ، رمش بأهدابهُ عدة مراتٍ يحاول تذكّر ما حدث وما أن تذكّر حتى اعتدَل بفزعٍ على الفراش، يشعر بغضبٍ شديد من ما فعلوهُ بهِ، ما زال كما هو عاري الجزع ولكن الاختلاف أنه على فراشه، واستمع لصوت والدته التي تهتف ببكاءٍ وقلقٍ من انتفاضتهُ:
"أنت كويس يبني!"

"وهبقى كويس إزاي وأنا في البيت الزبالة ده، سبيني في حالي يا أمي واتفضلي برة"

قالها بغضبٍ شديد، لتنهض تمسح عبراتها بأناملها تهتف بدموعٍ:
"الحمدلله أنك كويس، هروح بقى عشان أبوك!"

طالع أثرها بسخريةٍ لاذعة، وما زال الغضب ينهش بجسده لينهض ودون سابق إنذارٍ أمسك مزهريةٍ يرميها بقوةٍ لتتهشّم لقطعٍ صغيرة تتناثر في كل مكانٍ، هادِرًا بغضبٍ:
"عمال يستعبد فينا كأن مفيش غيره، وعهد الله لهتشوفوا مني وش عمركم ما شوفتوه"

عائِلات من نوعٍ آخر ✓Where stories live. Discover now