17 - حرم المرحوم

970 92 26
                                    

.

متنسوش الڤوت
وأتمنى لكم قراءة ممتعة ♡

17 - حرم المرحوم

ــ

الليلُ يسكُن المدينة بأكملها، تعامُد ضوء القمر على متجرها وأضواؤه الهادِئة التي تبعث داخلك الراحةِ والسكونِ، يتناوبهُ أشخاصٌ كثيرون لروحِ المكان وجمالهُ، ولذاذةِ الطعامِ والقهوةِ المتواجدة فيهِ.

_"أنا هوافِق"

قالتهَا لِين بجمودٍ بينمَا كانَت تُعدّ قهوة للزبائن وجانبها بِيسان التي تعدّ الكعكِ بحُبٍّ، لتتوقّف بيسان عما تفعلهُ واستدارت لهَا معترضةً برفضٍ تامّ:
"لأ، هنلاقي حلّ يا لين.. أنتِ كدا هترمِي نفسك في النار وده مش هوافق عليه أبدًا، يولَع المحلّ يا ستي!"

تساقَطت دموع لين واستدَارت لها هيَ الأخرىٰ تردُف باختناقٍ وألمٍ:
"ما هو هيولَع فعلًا يا بِيسان لو موافقتش.. هيولع فيه وفي بيتي.. حاطّني قدام الأمر الواقع عشان معرفش أعمل حاجة، وبابا برضه مش هيسبني في حالي نهائي! وهيعمل اللي هو قال عليه.. اتقفَلت من كل ناحية خلاص"

اقتربَت بِيسان منها تربُت على كتفها بمواساةٍ رغمَ ترقرق عيناها بالدموعِ حزنًا على صديقتها:
"هنلاقي حل أكيد.. وبعدين فاكِر إنها سايبة كدا هيقدَر يعمِل حاجة وهنسكتله!"

"هنعيطلهُ"

قالتهَا لين بنحيبٍ وقد انفجرَت في البكاء تجلِس القرفصاءِ واضعة وجهها بين كفيّها تبكِي بألمٍ وشعورٍ بالعجزِ يتملكها من جميع الجوانب، لتجلِس بِيسان مثلها وقد أدمعت عيناها وهي تربت على كتفها بمواساةٍ ناطقةً:
"خلاص بقى هعيّط أنا كمان بجد!"

دخَلت ماريا في تلكَ اللحظةِ وتعجبت من وضعُهم وبكائهم، فنطقت بقلقٍ:
"هل أنتنّ بخيرٍ؟ فقد جاء زوجُك بِيسان ومعهُ صديقه وقد طلبا ما يطلبانهُ دومًا!"

اعتدَل الاثنتينِ وقد كففت لين عبراتها وكذلِك بِيسان التي نطَقت بعدما ازدردت لعابها هاتفةً:
"هخرج أشوفهم واعملي القهوة ليهم!"

أومأت لها لين وقد خرَجت بِيسان ولاحظت قطتها التي تتجوّل وتحوم حول طاولتهم، لتبتسم تلقائيًّا واقترَبت منهم لينطق سُفيان بنبرةٍ سريعة أفزعتها قليلًا لتعود للخلفِ خطوةً:
"أبوس إيدك يا أستاذة بيسان انقذيني!"

ضحكَ عُبيدة ولكن ضربهُ في ذراعهِ بحنقٍ ناطقًا:
"براحة البت اتخضت!"

نزَع سُفيان يدهُ هاتفًا بنبرةٍ على وشك البكاء:
"يا عم سبني تؤبرني هتضيع مني.. الفتُوش والتبّولة مدقتهمش لسة!"

ثمّ نقَل نظرهُ لِبيسان التي تطالعهُ بريبةٍ من حديثهِ واسترسل هوَ:
"أنا مستعدّ أعمل أي شيء والله بس أبوس إيدك انقذي واحد غلبَان بدل ما السورية تضيع مني.. فيه مصيبة هتحصل مش كدا؟"

عائِلات من نوعٍ آخر ✓Where stories live. Discover now