15 - ضحية اليوم!

1K 92 47
                                    

.

متنسوش الڤوت
أتمنى لكم قراءة ممتعة ♡

15 - ضحية اليوم!

ــ

قَد أصبحت زوجتهُ، لم تعد عزباء بل أصحبت زوجة شخصٍ لا تعرفهُ تمامًا، ولكن كيفَ وثقت بهِ! لأنه ذكَر أمها فقط، هل سيقدِر على حمايتها كما قال! هل سيَفعل ولن يرميها داخل المهالك التي تسببها شخصيتها الأخرىٰ، أسئلةٍ كثيرَة تدور داخل عقلها وأصواتٍ وهمية تصرخ معترضةً ما فعلتهُ الآن، صداعٍ بالغ ولم تستمع لتلك المباركات التي تنهال علبها من جميع الموجدين، لم يُسعِفها أحدًا وكادَت أن تتوهُ داخل ذكرياتها ولكن أفاقها هو بحدةٍ بمناداة اسمها، لتنتفِض دونَ شعورٍ تنظُر حولها، لتهتِف لين بقلقٍ:
"عنجد أنتِ منيحة؟"

"عندي صداع بس عايزة برشام"

قالتها بعدما نهضَت ليهتِف عُبيدة بهدوءٍ شديد:
"يلا وهجبلك وإحنا ماشيين، ابقي افتحي المحل بكرة، وخلي صحابك يقفلوه دلوقتي!"

بالفعلِ تحتاج لذلك، تحتاج للاختلاء بنفسها داخل منزلها الحبيب، البكاء كما تشاء، لتنظُر لـ لين التي ابتسمت لها تطمئنها:
"روحي بيسان وما تحطي ببالك شي!"

سحبَت حقيبتها الصغيرة وخرجت لتترَجّل بجانبهُ حيثُ ذهب سُفيان مع مازن بسيارتهُ، انطَلقَ بالسيارة بسرعةٍ لم تكن قياسية بعض الشيء بل تزداد لاعتيادهُ على ذلك، ليسألهَا بعد وقتٍ قليل مكسِرًا حاجز الصمت:
"أنتِ كويسة؟"

ليست كذلك ولن تكون حتى تشعُر ولكن مرغمةً على الخوضِ داخل تلك الحياة حتى لو لم يكن بمحضِ إرادتها، ردّت بنبرةٍ مختنقَة بعدما ترقرقت العبرات في عينيها أثناء نظرها للطريقِ:
"أيوة كويسة"

"بتحبّي الشاروما؟"

سألها أثناء نظرهُ لساعتهُ التي بيدهُ ثم معاودًا للطريقِ، لتتعجّب من السؤال هاتفةً:
"ليه السؤال ده؟"

"هيكون ليه؟ عشان رغايّ مثلا مش لاقي كلام أقوله!! أكيد عشان نطفح"

قالها بحنقٍ يعتادُ عليهِ، لتصرُخ هي في المقابِل:
"بتزعقلي ليه؟؟ أنا عملت إيه يعني عشان ترد بالطريقة البايخة دي!!! أنت اللي سألت السؤال أصلًا وأنا مش عايزة منك حاجة.. وملكش دعوة بيا!"

انفجرت في حديثها أثناء انفجارِها في البكاء الشديد رغمَ عدم رغبتها لذلك، فكانت تود الانتظار حتى تعود للمنزِل، ليعرِف أنه قد بالغَ كثيرًا فسبّ نفسهُ داخل سره ثم هتفَ بعدمَا رفع يدهُ يربُت على كتفها بحنوٍ ناطقًا بنبرةٍ هادئة آسِفة لها:
"أنا آسف، متزعليش خلاص"

ليُكمِل حديثهُ بعدما نظر للطريق موضحًا:
"خايف وقلقان على أمّي فده اللي مخليني متعصّب!"

عائِلات من نوعٍ آخر ✓Where stories live. Discover now