14 - لا يُحمد عقباه!

963 100 73
                                    

.

متنسوش الڤوت
أتمنى لكم قراءة ممتعة ♡

14 - لا يُحمد عقباه!

ــ

_"اهدي يا قطة راحة فين! هو دخول الحمام زي خروجه يا بِيسان؟"

تسمّرت قدمها بالأرضِ عقب جُملته ودقات قلبها ترتفع برعبٍ شديد، ازدردت لعابها تحاول ألا تنظُر للخلفِ وتحاول الهروب وركضت ولكن نهضَ هو الآخر سريعًا وركضَ خلفها وأمسكَها من يدها قبل أن تقترب من الباب، استدارت لهُ تعود للخلفِ بخوفٍ ثم رددت:
"والله العظيم أنا آسفة بس مش أنا!"

ابتسمَ بسخريةٍ ورفَع يدهُ للأعلىٰ ناطقًا:
"هصدقك وأكدب عنيا حاضر!"

ثم استطردَ حديثهُ بانفعالٍ هادرًا بوجهها:
"أنتِ عبيطة يا بنتي كنتِ هتقتليني من شوية، وقتلتي أبويا وقتلتي وقتلتي.. ده أنتِ سفّاحة يا.. يا قطة"

أنهاها بسخريةٍ لاذعة واشمئزازٍ، لتتجمّع الدموع داخل مُقلتيها، ونطقَت محاولة تبرير هذا هاتفةً بعدما ابتلعت غصّتها:
"والله مش أنا دي هيّ!"

تَجارىٰ معها في الحديث يضع يدهُ على ذقنهُ قائلًا:
"هيّ مين؟"

لم تكن نبرتهُ عاديّة بل مستخفّة بعقلها، لتهبِط عبراتها ناطقةً:
"بِيسان التانية!"

صمَتَ قليلًا يُحاوِل استيعاب حديثها ويستشفّ منهُ الصدق وخاصةً ارتجاف يدها من خوفها ودموعها، فلم تكن تلك من تتصارع معهُ من دقائق أو هيَ التي قتلت والدهُ قبلَ البارِحة، ليعرِف أنّ هذا له تفسيرًا واحدًا فنطقَ بعدما اتسعت أعينهُ بذهولٍ وربطَ كل ذلِك ببعضهم:
"شيزوفرينيا؟؟؟"

أومأت وما زالت الدموع تسرِي على وجنتيها، حاولت التماسُك وهي تمسح عبراتها بباطن كفها ناطقةً:
"متقولش لحد.. أنت هتبلّغ عني البوليس؟"

أومأَ إيجابًا يمثّل البراءة على وجهه، لتنصَدم عائدة خُطوة للخلفِ ولكن تغيّرت نظرتهُ لأخرى خبيثة رغمَ البراءةِ المتقنة التي تقطر من حديثه:
"ممكن مبلغش بس بشرط!"

"إيه هوّ؟"

نطقَ بكلمةٍ واحدة:
"أفهَم"

لم تفهم ولكن وضح بجملتهُ التي امتلأت بالكثير من علامات الاستفهام:
"هربتي إزاي زمان؟ وأبوكِ مات إزاي؟ وإزاي بيتكم ولِع! وغرضك إيه؟"

وضعت يدها على موضِع قلبها بألمٍ داخليّ وقد انهمرت عبراتها من جديد تهتف باختناقٍ:
"مش هقدر أتكلم.. مش هقدر أقول أي كلمة دلوقتي، أنا مش قويّة زيها.. أنا عايزة آخد حقّي من جدو والعيلة كلها، هي بتعمل حاجات غلط.. مش أنا، هي قوية وأنا خوافة، أنا لو جدو عرف أني عايشة هيموتني.. مش هقدَر أجيب حقّ ماما فلازم استخبى لغاية ما هيّ تعمل كدا!"

عائِلات من نوعٍ آخر ✓Where stories live. Discover now