33 | عيارٍ ناريّ

1K 98 23
                                    

.

متنسوش الڤوت
وأتمنى لكم قراءة ممتعة ♡

33 | عيارٍ ناريّ

°°

_"اتأخرت جامد يا جدو علفكرة!"

قالها عُبيدة الذي يُمدد بأريحيةٍ على فراشِ عثمان يتلاعَب بالمفتاحِ في يدهُ كتسليةٍ نوعًا ما، والخبث الشديد نابعان من مُقلتيهِ رغم البراءة المتقنة التي أخرج بها تلكَ الجملة، بينما عثمان صُدم بشدة من وجوده هنا لكنّه حاول مدارة صدمته يرسِم الجمود، بينما اعتدَل عُبيدة يجلِس نصف جلسةٍ ثم أشارَ له على الأريكة الموجودة:
"اقعد يا جدو.. اقعد، عيب تقف وأنا نايم كدا!"

حاولَ عثمان أن يظلّ هادئًا ليرى أين سيوصله ذلك الأحمق والأبله من وجهة نظرهِ، وتحرك صوب الأريكة وجلس عليهَا يضع قدمًا فوق الأخرىٰ، بينما ذهبت تلك البراءة المتقنة من وجه عُبيدة وحلّ محله الخبث الشديد والمكرِ الذي يدلّ على أن القادم ليس هيّنًا، نهض عُبيدة من الفراش وتوجّه نحو مؤخرته وجلس عليها ليكون أمام عثمان مباشرةً ثمّ نبَس بهدوءٍ مريب:

"من غير إجبار ومن غير عنف.. أنا جاي آخد حاجة بالذوق وهمشي، منفعش الذوق نستخدم الأسلوب اللي أنت عايش بيه في حياتك!"

_"عايز إيه؟"

تفوّه بها عثمان أخيرًا يخرُج عن الصمتِ يناظِر عُبيدة بملامحٍ خالية من التعابير، بينما عُبيدة استرسَل حديثه محضرًا الورق من خلفه ثم وضعه على تلك الطاولة الفاصِلة بينهم يرافق الورق قلمًا وهتف بنبرةٍ هادئة أخبث:
"تنازُل عن نص المستشفى.. أصل عيب يعني تبقى مشارِك صاحبي وأنا قاعد كدا.. ثمّ إنه حقّي كدا كدا يعني لا سرقة ولا نصب، فـ يا تمضي بالذوق.. يا أول ما أخرج من هنا البيت ده هيولع باللي فيه!"

عائِلات من نوعٍ آخر ✓Where stories live. Discover now