36 | الاعتداء عليها

959 89 16
                                    

.

متنسوش الڤوت
وأتمنى لكم قراءة ممتعة ♡

36 | الاعتداء عليها

°°

قد جاءَت المطافئ ولكن بعدَ فواتِ الأوان فـ من كان بداخل الحريق تفحّمَ ولقى حتفه، جاءَت الإسعافِ سياراتٍ خلف بعضها وأخذت الجثامِن بعدما خمدت النيران نهائيًّا بفعلِ المطافئ، كانت الصدمة تعتلي وجه أيمن وإسلام، وهو يرونَ والدتهم قد تفَحم جسدها وتغطىٰ بملاءة بيضاء، تشجّع إسلام بالاقتراب من ذلك السرير الذي يحمل جثمان والدته ورفع الملاءة ولكن أعادها مجددًا فالمظهَر مروعًا، عاد مكانه جانب والده وجدّه، يرونَ ثلاث سرائر أخرىٰ تحمل جثمان عمته وفتياتها، حملتهم الإسعاف بينما قد جاءَ رجلًا وأردف لعثمان كان تابعًا للشرطة العامة:

"ماس كهربي، وكان المفتاح الرئيسي للبيت.. فجاب البيت كله، البقاء لله!"

وغادر تاركهم في صمتهم المريب لا تعرف فيما يفكرون خاصةً ذلك العقل المدبّر لكل شيءٍ منذ البداية، كان يقف عاجزًا تلك المرة كل ما يفكر بهِ كيف يقتلهم بأبشعِ الطرقِ بعدما يعذبهم ويقطعهم إربًا، تفكيره كان سوداويًّا بدرجةٍ مخيفة، بينما على نحوٍ آخر وبعدٍ مناسب من المنزل الذي أصبح رمادًا، كانوا يجلسون ثلاثتهم في السيارة.. فراقَب سُفيان سيارات الإسعاف بعينيهِ ثمّ ابتلع ريقه ناظرًا للاثنين الجالسين في الأمام هاتفًا:
"البيت كان فيه حد ولا إيه؟"

أغمضَ عُبيدة عينيهِ بقوةٍ يستعيد هدوءه وأعصابه ثمّ فتحهم مجددًا يحمِل هاتفه الذي رنّ قبل أن يفعل شيئًا، وضعه على أذنه مهمهمًا، ليأتي الصوت من الناحيةِ الأخرىٰ بآليةٍ:
"البيت مكانش فاضي، مرات مدحت الدّالي، وصباح الدالي وعيالها الاتنين.. اتفحموا!"

عائِلات من نوعٍ آخر ✓Where stories live. Discover now