يا حلو صبح يا حلو طل
يا حلو صبح نهارنا فلكان يفتح ستائر الغرفة بينما يستمع للمذياع وكانت مصر تقفز بحماس بعد أن أخبرها بأنه سيشترك لها في أي نادي تختاره
التفت إليها باسماً، كان يشعر بسعادة بالغة لرؤيتها مسرورة، وأخبر نفسه بأنه كان ليُقبل حذاء رجل الجيش لو تطلب الأمر إن كان هذا يعني رؤيتها بكل هذه السعادة
مكتوب عليا أبص لفوق
وأجيب لقلبي شوق على شوق
و الحلو دايماً حلو وذوق
يا حلو، يا حلو صبحكانت مصر تغني مع الأغنية، حملها أسامة
"يلا نروح نشوف عايزة تشتركي في إيه"أخذها للنادي وفي النهاية إختارت السباحة، إشترى لها الملابس والأدوات ثم أعادها للمنزل وذهب للمشفى ليطمئن على أيمن، الذي كان نائماً
وبقدر ما كان رؤيته مقلقاً كان أيضاً مطمئناً، لأنه لو إستيقظ سيخرج للموت
أراد أسامة رعاية شقيقته فقط، لم يكن كأيمن يطمح للمزيد، هو حتى لم يكن يعلم بأنه كذلك حتى وجده يخرج مع الثوار بلا خوف
لم يحب أسامة الوضع بالأخص بعد تهريب المساجين، وكان والده واحداً منهم، الآن يقوم الناس بالخروج من منازلهم لحماية أحيائهم ومنازلهم من المساجين الهاربين
كانت البلاد في حالة فوضى لكن أسامة كان يبتعد عنها، يريد بناء فقاعة زجاجية حوله وحول مصر كي يعيشا بعيداً عن الفوضى، فهو يؤمن أنه حتى لو تحسن الوضع فهذا لن يحدث فرقاً معه، فهو مجرد رجل مهمش يحمل الشهادة الثانوية فقط، لا شيئ سيحسن حياته
والأدهى أن هناك رجل جيش يلاحقه الآن، رغم كونه يعيش بهدوء فقد ظهر هذا الرجل في حياته، لكنه أقنع نفسه أنه رجل ضجر غبي يريد التسلية وسيتركه وشأنه في النهاية
فتحت الباب ورأت رمزي وعندها تنهدت
"وعليكم السلام""لا أنا مش جاي أقعد، خلي جوزك يبعد عن اللي بيحصل بدل وديني وما أعبد لأمرمطهولك، أنا ساكت عشان عيالك بس"
حذرها"بس هو مش بيسمع كلام حد يا آبيه"
"ما دا اللي قولتهولك أما جيتي تقوليلي عايزة أتجوزه يا آبيه، قولتلك دا وش سجون"
كان غاضباًبدأت تبكي
"ما تقولش كده عنه""ليلى أدخلي لعيالك، أنا ماشي بس قولي لجوزك إني لو مسكته هقلبه مرا"
إنصرف وتركهاصعد في سيارته وأخذ نفساً عميقاً ثم قاد للمشفى، دخل مباشرةً لغرفة أيمن ووجد السرير فارغاً، فكر أنهم ربما قاموا بنقله وقرر أن يحافظ على هدوءه
