الحرية وهم الشعوب

677 49 22
                                    

"يا أيمن أرجوك، مفيش أمان للشرطة، ما تنزلش"
كانت جملة إعتاد أيمن سماعها في كل مرة يرى فيها أسامة

"أسامة يا ريت ما تتدخلش في قراراتي"

"أنا مليش غيرك"
قال بنبرة حزينة وأمسك يده محاولاً إستعطافه
"وأنا مليش غيرك"
رد عليه أيمن بدوره

سمعا صوت سقوط شيئ قطع حديثهما
"وقع غصب عني"
كان إسماعيل، وكان الشيئ الذي سقط هو سجادة من المعروضات

أسرع أسامة ليعيدها لمكانها بينما إسماعيل إقترب ليقف أمام أيمن
"إيه الأخبار يا عم الثوري؟"

"وإنت إيه الأخبار يا عم المهدي المنتظر؟"
رد عليه بنفس الطريقة

إبتسم إسماعيل ضاحكاً ثم مد يده وقبض على كنزة أيمن
"إنت عارف كام مرة كان ممكن تتقتل فيها وخليتهم يبعدوا عنك؟"

"متشكرين على شهامة ميتين أهلك"

"إنت ديتك إن أسامة يبطل يهتم بيك، بعدها هتموت بأسوأ وسيلة مش ممكن حتى تتخيلها"

"في إيه؟"
صرخ أسامة ودفع إسماعيل الذي لم يتأثر بدفعته لكنه أفلت أيمن لأنه لم يرد أن يبدو الرجل الشرير أمامه

"إنت إتهبلت في مخك أكيد، إياك تقرب منه تاني"
صرخ أسامة به

"إنت فهمت إيه؟، إحنا كنا بنهزر، مش صح يا أيمن؟"

نظر أسامة لأيمن الذي رد
"أكيد، تفتكر الراجل السيس دا يقدر يعملي حاجة؟"

شعر أسامة بالقلق من أن يؤذيه إسماعيل لأنه وصفه بتلك الطريقة
"أيمن!"

"أنا ماشي"
خرج وتبعه أسامة بينما يراقبه إسماعيل حتى عاد إليه
"ياريت تمشي ومش عايز أشوفك تاني"

لم يكن عليه الإنفعال بتلك الطريقة لكنه كان غاضباً لرؤيتهما معاً

"قالك كنا بنهزر"
قال بهدوء

"إنت شايفني مختوم على قفايا؟"

تنهد إسماعيل بعد أن وجد كذبة مناسبة
"كنت بقوله ما ينزلش عشان خطر على حياته، بس هو مرضيش"

رأى في عيون أسامة أنه يصدقه وعندها أكمل
"أنا مقدرش أعمل حاجة، الداخلية هي اللي ماسكة البلد"

"أنا قلقان عليه أوي وهو مش راضي يسمعني"
قال أسامة بحزن شديد أكمل وهو يذرف الدموع
"أيمن لو جراله حاجة أنا هروح فيها"

ربتَ إسماعيل على كتفه ثم سحبه بحذر لحضنه
"يبعد الشر عنك، ومين هياخد باله من مصر؟"

قلوب في تمردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن