بعدك على بالي

801 47 31
                                    

"وليد!"
هتفت ليلى عندما رأت زوجها ثم عانقته بقوة

"إنت كنت فين؟، حصل إيه؟"
أخذت تسأل بقلق

بينما وليد شغل التلفاز وبدأ يغير في قنوات الأخبار وكأنه يبحث عن شيئ

"هو في إيه؟"
سألته وهو ترك جهاز التحكم
"هستحمى"

دخل رمزي لمبنى الوزارة والقى رجال الشرطة عليه التحية وهو لم يرد، سار بثبات للمخزن، بدأ يخرج خزانات البنزين ويفرغها على السلالم

ثم بدأ يدخل الغرف التي كان معظمها فارغاً لأنهم خرجوا لأمر طارئ دبره هو، سكب البنزين في كل مكان ثم أخرج من جيبه علبة كبريت وأشعل عوداً ثم تركه ليسقط وتشتعل النيران في المبنى تدريجياً

بحث عن زوج شقيقته وأعاده لمنزله وأخبره أن عليه أن يبقى هادئاً ويهتم بها، وبأن ما يفعله لن يحدث أي تغيير في البلاد، وبمجرد موته سيحضرونه ببساطة لأنه من يحميه، وعندها سيعرض أبنائه للخطر

وأخبره بأنه سيموت اليوم، بعد ساعات قليلة، وأن يعتبر هذا ثمن عودته لأسرته

كان يريد الحياة لسببين، الأول هو رعاية شقيقته وأبنائها، وإطمئن عليهم بإعادة زوجها إليها، والثاني هو أيمن، الذي قُتل تماماً كما قُتل شادي، لن يحتمل مقابلة رجل آخر يشبههما ثم رؤيته يُقتل لذا أراد تحقيق أمنية أيمن وإحراق وزارة الداخلية

دبر حوادث شغب لينشغلوا ويبقى عدد قليل من الحرس بها، بالإضافة للقيادات، لذا كانت عملية توزيع البنزين بسيطة

كان ندمه الأكبر أنه لم يترك عمله بمجرد لقائه بأيمن، لو عاد به الزمن سيرمي سلاحه ويخلع بزة الشرطة ليشاركه الثورة

هو لم يعتقد يوماً بأنه قد يكون راضياً لتلك الدرجة عن شيئ كقتل نفسه حرقاً، لكنه كان مرتاح البال وهو يرى النيران تلتهم المكان لدرجة أن الم إحراق النيران لجسده لم يكن شيئاً كبيراً بالنسبة إليه

"إبعت إنذار لمحامي فرح التهامي"
قال إسماعيل ورد الرجل
"ليه؟، ممكن نروح نجيبه على طول"

"مش المفروض نمسكه، لو إتسجن أو إتعدم الكل هيفتكره كبطل، لازم يهرب ويكون مجرد فار جبان خاين بالنسبالهم"

إقتنع الرجل بوجهة نظره
"أوامرك"

"والعيال بتوع الألتراس يتحاكموا عسكرياً بتهمة قتل أيمن حسين سليمان، وطبعاً عارف الحكم اللي هياخدوه من أول جلسة؟، مش المفروض يعيشوا أكتر من كده"

"حاضر سعادتك"

لم يكن إسماعيل يتصور أن أسامة سيسافر حقاً عندما قام بتهديده بشقيقته، لكن يبدو أنه يكرهه لدرجة أنه لا يمانع ترك شقيقته خلفه

قلوب في تمردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن