-2004-
"أنا مش موافق"
كان رمزي يتحدث مع شقيقته التي كانت تسير خلفه لتترجاه"يا آبيه دا كويس صدقني"
"قولت لا، إنتي لسه صغيرة ولسه بدري على إنك تمسكي في واحد كده، إنتي عرفتي غيره أصلاً؟"
"أنا بحبه"
"حب إيه ونيلة إيه، الحب ما بيأكلش عيش، كفاية هبل"
قال بنفاذ صبر"يا آبيه مش هتفهمني إلا أما تحب، مش هتقدر تعيش إلا واللي بتحبه جمبك، هتحس إنك ميت من غيره ومش شايف أي حد في الدنيا"
شرد لثواني ثم قال
"هو اللي خلقه ما خلقش غيره؟، والنبي سيبيني دلوقتي يا ليلى مش فاضي للهبل دا""مش هتجوز غيره"
"يبقى تعنسي"
رد بحزم وأغلق باب غرفتهلم يدم رفضه طويلاً لأنه شعر بالقلق على شقيقته التي إمتنعت عن الطعام وحبست نفسها في غرفتها، وما فائدة أي شيئ ما دامت شقيقته حزينة؟، لذا وافق على الزواج في النهاية
"إضحك يا آبيه"
كانت تهمس له عندما وقفت لتلتقط صورة معه يوم الزفافإبتسم بتصنع ليمر الزفاف بسلام، لكنه لم يكن راضياً أبداً عنه، بالأخص بعد علمَ بتورطه مع جماعات من الثوار
لقد علمَ ما الأمرُ من وجود شقيقته حزينة في غرفتها، وهو أن لا تكون موجودة بها، كان يتفقد غرفتها بين الحين والآخر ويقوم بتنظيفها، كان يأمل أن تعود إليها وتترك ذاك الرجل الذي يكرهه، لا يمانع حتى أن ينفق عليها هي وأطفالها وحده، فهو بأي حال لا ينوي الزواج، يريد الحرص على أن تكون شقيقته بخير دائماً
لديه هذا الهاجس حول الأشخاص الذين يحبهم، أنهم لو غابوا عن عينيه سيصيبهم مكروه
-1986-
"رمزي!"
هتف شادي عند رؤيته وهرول رمزي إليه ليعانقه"أنا قولت أكيد هترجع، حد يجرب قعدة النسوان الحلوة دي وما يرجعش"
قال باسماً وأخذ يرتب شعره"هو إنت شغال إيه؟"
سأل وقهقه شاد
"مقدرش أقولك، هكون بفسد الأجيال الصغيرة"
إستطرد
"إنت عايز تبقى إيه أما تكبر؟""معرفش"
"أدخل كلية الشرطة وخليك واسطة"
قال مازحاً وأراح ظهره ليستلقي على الرصيف"لو دخلت كلية الشرطة هقدر أخلي كل اللي بحبهم كويسين؟"
"طبعاً، زي ما شفت الأيام اللي فاتت، ما فيش أعلى من الشرطة"
إعتدل واقفاً ثم أمسك يديه
"بتعرف ترقص؟"