القاهرة 2010- آخر أيام السنة
"شد حيلك معايا مش وقت نوم"
كان شاب صاحب بشرة قمحاوية داكنة يحمل سجادة كبيرة ويساعده شاب آخر"ما انا قولتلك عايز قهوة وإنت اللي مارضتش"
"عشان إتأخرت، إنت عارف الراجل اللي داخلينله دا ممكن يعمل فينا إيه لو عملنا حاجة ماعجبتهوش؟"
رد وهما يصعدان سلم المنزل الذي كان كبيراً كقصر"خلاص يا عم عرفنا"
رد بضجردخلوا من الباب ثم وضعوا السجادة في مكانها الذي سبق وحدده المشتري
"هو في إيه؟"
كان رجلاً بشعر أبيض ينزل السلالم"السجادة، حضرتك إتفقت على أنها تيجي النهاردة"
رد صاحب البشرة الداكنة بهدوء"وإنتم بتفرشوا قبل ما تسألوا؟، مش عاجباني الزبالة دي"
"حضرتك قولتلنا المرة اللي فاتت إنك عايزها هنا، بس حقك عليا"
التفت لزميله ورفع صوته
"سيد، شيل معايا عشان الباشا مش عاجبه الزبالة دي""حقك عليا يا باشا، إحنا ماشيين دلوقتي أصلاً"
أضاف وعندها أوقفه الرجل بسرعة لأنه تفاجأ من حديثه
"لا، خلاص، سيب السجادة""مرضي يا باشا؟"
سأل ورد عليه الرجل بسؤال آخر
"اسمك إيه؟""محسوبك أسامة عبدالنبي"
"خريج إيه؟"
إستغرب سؤاله لكنه أجاب
"تجارة""منين؟"
أخرج بطاقته الشخصية
"ممكن حضرتك تكشف عليها، معنديش سوابق"قهقه الرجل
"إنت عاجبني""أفندم!"
لم يفهم جملته"أقعد"
قال وتحرك ليجلس على الأريكة وتبعه الآخر ليجلس على الكرسي المقابل له"أنا ممكن أجيبلك شغلانة نضيفة وأغير كل حياتك"
"شكراً يا باشا مستورة الحمدلله"
لم يكن مرتاحاً لعرض الرجل، بالأخص أنه يخاف من جميع ذوي المناصب العُليا"إسمعني بس ما تبقاش عبيط، هعلمك وهمسكك شغل كويس وأغير كل حياتك، وتتجوز بنتي"
"أنا!، أنا حتة عيل لا راح ولا جه يا باشا، إعفيني من الكلام دا"
"منا هعلمك، أنا بصراحة مش قادر اآمن لحد من اللي حواليا على بنتي، بس شكلك إبن بلد وجدع"