أمر عسكري

490 39 8
                                    

-1986-

إنفتح الباب ودخل شادي يلتقط أنفاسه وعندها سأله رمزي بإندفاع
"لقيت تليفون؟"

"الخطوط مقطوعة"
رد وشعر رمزي بالقلق أكثر

"أكيد هيرجعوه يعني، مش هيقطعوه طول العمر"
ربتَ على رأس رمزي محاولاً التخفيف عنه

"تساعدني أعمل الغدا؟"
سأل وهو يقوم برفع أكمام كنزته لكُمه

أمسك به ثم حمله
"أنا مش صغير"
تذمر رمزي

"يا سلام!"
وضعه شادي على منضدة المطبخ
"يبقى تساعدني في الطبخ، بتعرف تطبخ؟"

"لا"

"أومال كبير إزاي بقى؟، إزاي مبتعرفش تطبخ؟"

"ماما هي اللي بتطبخ"

"وما بتساعدهاش ليه؟، هي ماما مش بتتعب؟"

"لا، ماما مش بتتعب"

قهقه شادي
"دا إنت مفتري، ماما مش بتتعب!، طبعاً بتتعب ولازم تساعدها"

ناوله جزرة ثم قبل أن يمد له السكين سأله
"تعرف تستخدمها؟"

أومئ بالسلب وعندها بدأ شادي يعلمه كيف يقوم بالتقشير والتقطيع وكانوا يشغلون الجرامافون على أغنية لعبدالحليم

يا راميني بسحر عنيك الإتنين، ما تقولي واخدني ورايح فين
على جرح جديد والا التنهيد، والا على الفرح موديني
أنا باسأل ليه واحتار كده ليه، بكرة الأيام هتوريني

بدأ شادي يغني مع الأغنية وتبعته النساء وكأنهم فرقة غنائيه

خلينا كده على طول ماشيين
آه ما رمانا الهوى ونعسنا واللي شبكنا يخلصنا
دا حبيبي شغل بالي، يابا يابا شغل بالي

-2011-

ليلة امبارح ماجاليش نوم واحنا لسه ف أول يوم
قبل ما ترميني في بحورك مش كنت تعلمني العوم

كان أسامة يقوم بعرض السجاد لأحد الزبائن وكان منهكاً لذا طلب منه زميله الراحة وأنه سيكمل عمله

أعد لنفسه كوب شاي وإستلقى ليحدق في السقف، كان يفكر في أيمن، كيف له التصرف بشكل طبيعي وهو يعلم أنه في الخارج في مظاهرة قد تودي بحياته؟

الأمر الإيجابي الوحيد هو أن شبكة الإتصالات موجودة لذا يمكنه الإتصال به للإطمئنان عليه

قلوب في تمردحيث تعيش القصص. اكتشف الآن