كان يقف امام قصر الملك الذي يعد في حد ذاته اعجوبة من عجائب الدنيا ينظر الى سوره الشاهق الذي من المستحيل ان يعبره احد يفكر بصوت عال:
هذا السور يحتاج الى لص بارع كي يتسلقه
ثم ابتسم وتابع:
ليتني كنت لصا حتى استطيع فعلها
ثم اخذ ينظر نحو الحراس الذين يقدر عددهم بالعشرات والذين مهمتهم حماية القصر ومنع اي متطفل من دخوله وان كان بقتله فانتظر في مكانه يراقب القصر من بعيد اذ انه لا يمكنه الاقتراب ابدا
حتى لاحت له فرصة في الافق حين مرت من امامه عربة ذات صندوق خلفي يجرها جوادان كانت متجهة الى القصر ففكر في الاختباء داخل صندوقها كي يتمكن من دخول القصر،وبالفعل قفز متشبثا بمؤخرتها ثم قام بنزع طرف غطاءها القماشي فوجدها تحوي الكثير من صناديق الفاكهة،فقام برفع جسده وقفز الى داخل الصندوق ثم اعاد الغطاء كما كان،تمنى في قرارة نفسه الا يتم تفتيش العربة كي لا يكشف امره ويضيع ما خطط له في الهواء
بعد لحظات شعر بالعربة تسير فوق طريق معبد فقام برفع غطاء العربة قليلا ونظر منها فوجد نفسه داخل حديقة القصر فتنفس بارتياح ولكنه لم يفكر في طريقة للخروج اذ انه لم يكن ينوي الخروج على اية حال،توقفت العربة فانتظر قليلا قبل ان يرفع طرف الغطاء وينظر خارجه، وجد المكان خاليا فخرج من العربة،
كان يسير في حديقة القصر منبهرا بجمال القصر والذي لا يمكن وصفه سوى بأنه قلعة من المرمر،ولشدة انبهاره بجمال القصر اطلق صفيرا عاليا دون ان يشعر،عندها لم يدري من اين جاء كل اولائك الحراس الذين انقضوا عليه وقيدوا حركته
في تلك الاثناء كان الملك مجتمعا بمجموعة من كبار مساعديه وعلى رأسهم الوزير شريح وابنه جنيد قائد جيوش المملكة فدلف اليهم احد الحراس وقال بصوت لاهث:
جلالة الملك،لقد امسك الحراس بمتطفل داخل اسوار القصر ظهر الغضب على وجه الملك بينما تجهم وجه جنيد الذي قال وهو يسير خارجا من القاعة:
سأذهب لأرى
خرج جنيد الى حديقة القصر فوجد الحراس يمسكون بشاب مقيدين لحركته، فصاح فيه بحدة:
من انت؟
فقال احد الحراس:
لقد امسكنا به يتجول في حديقة القصر سيدي
فنظر جنيد نحوه وقال بحدة وهو يرمقه بنظرة حادة:
من انت ايها الشجاع؟ وكيف دخلت الى هنا؟
فقال الشاب متجاهلا سؤاله:
اريد رؤية الملك
قهقه جنيد عاليا ثم قال ساخرا وهو يخرج سيفه من غمده:
من انت حتى تطلب رؤية الملك ايها الحشرة؟
كان جنيد مغرورا لدرجة لا توصف فصرخ فيه الشاب بتحد:
انا لست حشرة،واياك ان تتحدث معي بهذه الطريقة،انت لست افضل مني
هنا استشاط جنيد غضبا فرفع سيفه لأعلى وكاد ان يهوي به على عنق الشاب لولا ان سمع صوتا من خلفه يقول:
توقف
كان ذلك الملك الذي خرج رفقة وزيره ليرى هذا المتطفل الذي تجرأ ودلف الى القصر،فقام جنيد بإنزال سيفه واعادته الى مكانه
نظر الملك باتجاه الشاب وظل يتفحصه من رأسه حتى اخمص قدميه ثم قال بحدة:
من انت؟ وماذا تريد؟
كان الملك ذا طلة مهيبة فاضطرب قلب الشاب وظهر التوتر على وجهه ثم قال بصوت منخفض:
لا شئ،
صمت قليلا ثم تابع:
لقد عثرت على شئ يخص القصر وانا هنا لإعادته
ثم قال وهو ينظر نحو جنيد بطرف عينه:
ولكن ذلك البغيض لم يمهلني
فصفعه شريح على وجهه بقوة ادارت وجهه،فاحمرت عينيه بشدة وقد بدا الغضب على ملامحه فتابع بحدة:
لم افعل شيئا لأهان بهذه الطريقة يا جلالة الملك
صمت الجميع طويلا حتى قطع الملك هذا الصمت قائلا بنبرة هادئة بعض الشئ:
ما هو الشئ الذي عثرت عليه؟
ثم قال جنيد وهو يرمقه بنظراته:
ان كان ما تتحدث عنه لا يستحق كل هذه الجلبة اقسم لك اني سأفصل رأسك عن جسدك حينها
فقال الشاب موجها حديثه الى الملك:
اجعلهم يتركوني
اشار الملك للحراس بأن يتركوه ففعلوا،وضع الشاب يده في جراب جلدي يضعه فوق كتفه واخرج منه قلادة من المرمر تشبه ريشة الطاووس تتوسطها قطعة من الالماس محفور على الجانب الاخر من القلادة نقش تاج تعلوه نجمة ومحفور اسفل ذلك النقش اسم ( ريماس)
رفعها امام اعين الجميع قائلا:
هذه القلادة
انتزعها الملك من يده بقوة وهو يقول:
هذه قلادة الاميرة
ثم تابع وهو يحدق فيه بأعين تتقد:
من اين حصلت عليها؟
كاد ان يجيبه ولكن جنيد كان قد تولى الاجابة:
بالطبع سرقها
فقال الشاب بتهكم:
ولماذا سأعيدها ان كنت سرقتها؟
فصاح الملك بحدة:
خذوه الى السجن
كان هناك سجن صغير يوجد اسفل القصر له مدخل وحيد من ناحية باب القبو،فأمسك به الحراس وتوجهوا به الى هناك
ثم عاد الملك ووزيره والقائد الشاب الى داخل القصر مرة اخرى
هدر الملك رعد بغضب وهو يجلس على عرشه:
كيف استطاع هذا الحقير ان يلج الى القصر بهذه السهولة؟
ثم تابع وهو يحدق بالقلادة التي بيده:
وكيف استطاع الحصول على قلادة الاميرة؟
فقال جنيد بغضب:
ايا كانت الطريقة التي فعلها بها اقسم ان اعاقبه بطريقة تجعله عبرة امام كل شعب أكاسيا
*********#وفاء ـ عبدالهادي ـ احمد 🌸
أنت تقرأ
{ملك الذئاب}
Fantasyفي رحلته للأخذ بثأره يفاجأ بأمر سيقلب موازين حياته رأساً على عقب ويعرضه للموت أكثر من مرة فكيف سيواجه هذا الأمر؟ وهل سيصمد أمامه أم لا؟ كل هذا سنعرفه في روايتنا { ملك الذئاب } گ/ وفاء عبدالهادي أحمد🥰