كان الملك قلقا بشأن ابنته، فلم يكن يعلم هل انشغل هو عنها فبات لا يعرف عن احوالها شئ ام ان هناك ما يشغلها فلم تعد تقحم نفسها في شؤونه
كانا يتناولان عشائهما سويا حين لاحظ شرودها فقال يسألها عن احوالها:
ريماس
انتبهت من شرودها ونظرت نحوه فتابع بقلق:
هل انت بخير؟
اومأت ايجابا وقالت:
نعم يا ابي
ـ ولكني اشعر ان هناك ما يشغلكِ
فابتسمت بشكل عفوي وأمسكت بكف والدها وشدت عليه ثم قالت تطمئنه:
انا بخير يا ابي، لا تقلق
فقال بغير اقتناع:
اتمنى ذلك
ثم نهض وهم بالمغادرة فسألته:
الى اين؟
اجابها بحنو:
أشعر ببعض التعب لذا سأذهب لأنام
ثم قبل رأسها وتابع:
تصبحين على خير
فنهضت هي الاخرى وسارت معه حتى ذهب كل واحد منهما الى مخضعه
دلف الملك الى مخضعه فشعر بوجود شخص اخر معه ولكنه لم يكترث، ثم وقف امام مرآته فتأكد شعوره حين وجد شخصا يقف خلفه ويظهر انعكاسه في المرآة امامه، كان يرتدي السواد ولا يظهر منه سوى عينيه فاتسعت عينا الملك في غضب ثم استدار نحوه وصاح بحدة:
من انت؟
لم يجبه ولكنه هجم بشكل مباغت على الملك وطعنه في صدره بسكين حاد فصاح الملك صيحة قوية سمعها الحراس الواقفين امام مخضع الملك فهرعوا اليه واستلوا سيوفهم وركضوا خلف ذلك الشخص الملثم والذي لم يمهلهم وقام بالقفز من النافذة
رآه الحراس المنتشرين داخل اسوار القصر وهو يفر هاربا فأسرعوا خلفه ولكنه تسلق السور بمنتهى الخفة فأطلق احد الفراسان نحوه سهما استقر في فخذه فصاح صيحة متألمة وكاد ان يسقط من أعلى السور ولكنه استطاع ان يتابع تسلقه حتى خرج من القصر
لحق به الحراس فلم يعثروا على اي اثر له، بعدها انتشر الحراس داخل القصر وخارجه كالجراد
خرجت ريماس من مخضعها تركض نحو الجلبة التي تسمعها حتى وصلت الى مخضع والدها فخفق قلبها بشدة حين رأت الكثيرين من الحراس يقفون امامها فأسرعت نحو الداخل وبمجرد أن وقع بصرها على والدها الغارق في دمائه صرخت صرخة تصدعت لها جدران القصر**********
كان مجد في عيادته عندما دخل عليه احد حراس القصر يخبره بضرورة ذهابة الى القصر على الفور فسأله بقلق لما رأى الفزع باديا على وجهه:
ماذا حدث؟
ـ هوجم الملك وهو الان مصاب بشكل خطير
فصاح مجد غير مصدق:
ماذا؟
دلف الى القصر ومنه الى مخضع الملك فوجد اغلب من بالقصر يقفون هناك متلهفين، وما ان رآه احدهم حتى صاح:
لقد حضر الطبيب
سار بينهم حتى وصل الى الملك فوجده ملقى على الارض مدرج بدمائه والى جواره ابنته تبكيه وترجوه ان ينهض، وإلى جوارها جنيد يحاول مواساتها
فهرع اليه ثم جثا بجواره وتحسس نبضاته فوجدها بطيئة بشكل كبير كما كانت انفاسه متثاقلة جدا فطلب من جنيد ان يساعده في نقله الى الفراش ثم طلب منه ان يصرف المتجمعين هناك ففعل
خرج الجميع باستثناء ريماس وجنيد والذي بقي بطلب من مجد لمساعدته فيما سيحتاج اليه، اما ريماس فقد كانت في عالم اخر غير مدركة لما حولها
جلس الى جوار الملك وأخرج ادواته ثم اشار بعينه نحو منضدة صغيرة موضوعة جانبا وطلب من جنيد احضارها ففعل الاخير على مضض، فقام مجد بوضع ادواته فوقها ثم قام بتمزيق سترة الملك باستخدام احدى ادواته الحادة بعدها قام بتنظيف الجرح والمنطقة المحيطة به ثم قال ليطمئن ريماس:
لا داعي للقلق يا مولاتي فالإصابة ليست بالغة
لكن الامر كان عكس ذلك فقد كانت الاصابة بالغة بشكل خطير، كما فقد الملك الكثير من دمائه، وبعد مرور عدة ساعات انتهى مجد من مداواة جرح الملك وقد كان باديا عليه الارهاق الشديد لدرجة انه كان ينظر لمن حوله بأعين زائغة، لاحظ جنيد ذلك فسأله بشك:
ماذا بك ايها الطبيب؟ لا تبدو بخير
قال دون ان ينظر نحوه:
مرهق قليلا
لم يقتنع جنيد بما قاله ولكنه لم يعلق
نظر مجد نحو ريماس وقال برفق:
سيكون بخير، لا تقلقي
فانحدرت دموعها التي ما كادت ان تجف على خدها مرة اخرى فأمسك بكفها بشكل عفوي وقال:
اقسم لك انه سيكون بخير
ثم اخذ يرجوها ان تتوقف عن البكاء فهزت رأسها ايجابا وهي تمسح دموعها وقد تعلق بصرها بوالدها، ثم استأذن منها ان يذهب الى غرفته فهو منهك بشكل كبير وأن بإمكانها البقاء بالقرب من والدها ثم نظر نحو جنيد وقال:
اما انت فلا داعي لوجودك هنا
ثم رحل
عاد الى غرفته وما ان اغلق باب خلفه حتى سقط ارضا غير قادر على السير اكثر، ثم امسك بساقه وضغط عليها من شدة الألم، ثم تذكر كيف استطاع تسلق السور بصعوبة بعدما اصيبت ساقه بسهم ذلك الحارس، وكيف تحامل على نفسه حتى لا ينكشف امره امام احد وخصوصا ريماس
لم يكن لديه شئ يخسره في سبيل انتقامه من الملك ولكن بعدما وقع في حب ريماس قرر ان ينتقم منه دون ان يكشف عن هويته حتى لا يخسر حبيبته ثم اسند ظهره الى الجدار وذهب بذاكرته بعيدا الى ما يقرب من عشرين عام
أنت تقرأ
{ملك الذئاب}
Fantasyفي رحلته للأخذ بثأره يفاجأ بأمر سيقلب موازين حياته رأساً على عقب ويعرضه للموت أكثر من مرة فكيف سيواجه هذا الأمر؟ وهل سيصمد أمامه أم لا؟ كل هذا سنعرفه في روايتنا { ملك الذئاب } گ/ وفاء عبدالهادي أحمد🥰