في مخضع الاميرة كانت تجلس على طرف فراشها تبتسم ثم تعبس تارة ثم تعود وتبتسم مرة اخرى وكأن لوثة ما قد المت بعقلها،
وبينما هي شاردة هكذا اذ اندفعت الوصيفة حور صارخة فجأة:
مولاتي الاميرة
شهقت الاميرة عاليا وهي تنهض من فراشها اثر دخول حور المفاجئ وحديثها بهذا الشكل ثم صرخت فيها:
حور..كم مرة اخبرتك ان تستأذني اولا؟…سيتوقف قلبي بسببك
صمتت قليلا لتلتقط بعض انفاسها ثم تابعت:
ماذا حدث؟ ولم كل هذا الصياح؟
ـ لقد امسك الحراس بلص يتجول في حديقة القصر يا مولاتي
فقالت الامير مستنكرة:
لص في القصر؟….مستحيل
فقالت حور وهي تجذبها من يدها وتسير بها نحو النافذة:
انظري بنفسك لتتأكدي يا مولاتي
نظرت الاميرة من النافذة فوجدت الحراس يمسكون بشاب ويجبرونه على الركوع ارضا
وامامهم يقف الملك رعد ووزيره وابنه
وفي اثناء حركة الشاب استطاعت رؤية وجهه فاتسعت عيناها غير مصدقة ثم قالت بصوت خفيض:
ماذا تفعل هنا ايها الاحمق؟
فسألتها حور مستغربة:
هل تعرفينه يا مولاتي؟
اومأت برأسها ايجابا دون ان تنبس ببنت شفة ثم قالت بعد صمت:
اذهبي الى هناك وحاولي معرفة ما يحدث،ولكن انتبي الا يراك احد
ذهبت حور مسرعة وظلت الاميرة في مكانها تراقب ما يحدث من نافذتها حتى رأت الحراس يأخذون الشاب ويذهبون به نحو القبو ثم رأت الملك ومن معه يعودون الى داخل القصر
عادت حور بعد لحظات واخبرتها بما سمعته:
سمعتهم يقولون يا مولاتي انه سرق قلادتك
فقالت الاميرة متعجبة:
قلادتي؟!
ـ نعم يا مولاتي،كما سمعت القائد جنيد يتوعده بأنه سيجعله عبرة امام الجميع
صمتت الاميرة مفكرة ثم قالت:
لقد فقدت قلادتي منذ ايام، فكيف يكون قد سرقها اليوم؟
ثم تابعت وهي تنظر نحو حور:
كما انني لم اغادر مخضعي اليوم ولم يدلف احد الى هنا غيرك
فقالت الاخيرة بحزن:
هل تقصدين يا مولاتي انني انا من سرقت القلادة؟
امسكت الاميرة برأسها وضغطت عليها بقوة وكأنها تخشى ان تنفجر ثم قالت في عصبية:
في كل مرة تثبتين لي انك اغبى من الغباء ذاته،..بالطبع لم اقصدك ايتها الحمقاء،
ثم اردفت موضحة:
اقصد انه من المستحيل ان يسرقها اليوم وقد فقدتها قبل ايام
ـ ولكن يا مولاتي لقد كانت القلادة معه بالفعل واخذها الملك منه قبل ان يأخذوه الى السجن
فقالت الاميرة محدثة نفسها:
كيف حصل عليها اذن؟!
ـ مولاتي ربما سقطت منك حين خرجت من القصر قبل ايام
تعجبت الاميرة من استنتاج حور وقالت:
من اين لك بهذا الذكاء يا حور؟
ثم تابعت بعدما تنهدت باستياء:
ربما
ثم اخذت تذرع المكان جيئة وذهابا تفكر في حل حتى سألتها حور:
ماذا سنفعل الان يا مولاتي؟
اجابتها الاميرة بعد صمت:
لابد وان اجد طريقة لرؤيته
فقالت حور وقد بدأت تشعر بالخوف:
تقصدين انك تريدين رؤية الشاب السجين؟
اومأت الاميرة ايجابا فتابعت حور تندب حظها:
يا لحظي العاثر يبدو انني اقف على حافة الموت
فقالت الاميرة مستنكرة:
لماذا تنوحين ايتها الحمقاء؟……لا تخافي
ـ لابد وان اخاف
ـ اخبرتك الا تخافي هيا تعالي معي
خرجت الاميرة من حجرتها رفقة الوصيفة واتجهت حيث المجلس الذي يجتمع فيه الملك بمستشاريه فاطمأن قلبها حين علمت بانشغال الملك بأمر هذا الشاب ووجدتها فرصة رائعة لان تذهب اليه ولكنها ما كادت ان تخطو خطوة واحدة باتجاه البهو حتى سمعت من يقول:
الى اين؟
كان القائد الشاب جنيد،فارتجف جسد حور حين سمعت صوته بينما زفرت الاميرة انفاسها بقوة وقد احمر وجهها من شدة الغضب،فاستدارت نحوه وقالت وهي ترمقه بنظرة ازدراء:
من انت حتى تسألني عن وجهتي ايها الجنيد؟
ثم تابعت وهي تشير بيدها نحوه بامتهان:
ما انت الا جندي من جنود المملكة
ثم تركته وعادت الى مخضعها تلحقها حور
ظل في مكانه يغلي ويثور كما البركان حتى احمر وجهه من شدة الغضب فهو القائد الذي لا يستطيع اي شخص في المملكة ان يرفع عينه نحوه،ولا يكسر غروره سوى الاميرة فهو وان كان احد اعضاء مجلس الملك الا انها تظل ابنة الملك لذا فهي الاقرب، لأنها ابنته ووريثة عرشه
عادت الاميرة الى مخضعها غاصبة ثم اخذت تصيح بصوت عال:
من يظن نفسه هذا المغرور حتى يتحدث الى بهذه الطريقة ويسألني عن وجهتي؟
كانت حور تقف قرب الباب بعدما قامت باغلاقه وكانت تضع كفها فوق فمها لتواري ابتسامة علقت بوجهها وما ان وقع بصر الاميرة عليها حتى صرخت فيها بحدة:
ما الذي يضحكك ايتها الحمقاء؟
فقالت حور وهي لا تستطيع كتمان ضحكاتها:
هل رأيت وجه جنيد عندما وبخته يا مولاتي؟ لقد احمر وجهه من شدة الغضب، ربما لو كان احد غيرك من اهاننه لقتله على الفور
وفجأة تحول صراخ الاميرة وغضبها الى نوبة من الضحك الهستيري فهي تعرف انها الوحيدة في هذه المملكة التي يمكنها اغضاب جنيد دون ادنى مجهود
توقفت عن الضحك وقالت بجدية:
فكري معي في طريقة ما لأرى ذلك الشاب السجين
فقالت حور متعجبة من طلب الاميرة:
من يفكر يا مولاتي انا؟
لتقول الاميرة مستدركة:
لا ارجوكي….سأفكر بمفردي
اخذت تذرع الغرفة جيئة وذهابا ثم ذهبت نحو النافذة لتنظر خارجها وكأنها تبحث عن حل بين اوراق الشجر المتساقطة حتى التفتت نحو حور فجأة وقالت:
كم حارس يقف عند باب السجن يا حور؟
ـ حارسين
ـ علينا ان نجد طريقة لإبعاد هذين الحارسين لبعض الوقت
صمتت حور قليلا ثم قالت وهي تهم بفتح الباب:
سأعود في الحال
فقالت الاميرة محذرة:
حور….. لا اريد غباءا
ابتسمت حور ثم قالت وهي تخرج:
اطمئني
كانت تسير بشكل سريع وفي اثناء ذلك اصطدمت بالقائد جنيد الذي كان يسير بغير انتباه فأسقطته ارضا وسقطت هي فوقه، دفعها بيده وهو يصيح:
ايتها الغبية الا تري امامك؟
اخذت تعتذر منه بشدة فقال وهو يرمقها بنظرة حادة قبل ان يغادر:
حمقاء وغبية
ثم تابع كل منهما طريقه
عادت حور بعد لحظات تخفي بين ثيابها زجاجة مشروب، ما ان رأتها الاميرة حتى بادرت بسؤالها:
ما هذا؟
اجابتها وهي تنظر نحوها بحماس:
مشروب يا مولاتي
فقالت الاميرة بحدة:
اعلم هذا ولكن ماذا ستفعلين به؟
ـ سترين
ثم اخرجت من جيبها كيس جلدي صغير، افرغت محتواه داخل الزجاجة وقامت برجها ثم قالت:
هيا بنا يا مولاتي
فقالت الاخيرة بشك:
هل هذا سم؟
ابتسمت حور بمكر وقالت موضحة:
لا
ثم اردفت:
بعد ان يشرب الحارسين هذا،سيجيبان نداء الطبيعة على الفور
فتعجبت الاخيرة منها وقالت:
تبدين ذكية اليوم يا حور لقد فاجأتني،لطالما كدت تقتلينني بغبائك،كيف فكرت في هذا الامر؟
ابتسمت حور ببلاهة وقالت:
لم افكر فيه ولكنه خطر ببالي فجأة
احتضنتها الاميرة وقالت:
هيا لننفذ الخطة********
#وفاء ـ عبدالهادي ـ احمد🌸
أنت تقرأ
{ملك الذئاب}
Fantasyفي رحلته للأخذ بثأره يفاجأ بأمر سيقلب موازين حياته رأساً على عقب ويعرضه للموت أكثر من مرة فكيف سيواجه هذا الأمر؟ وهل سيصمد أمامه أم لا؟ كل هذا سنعرفه في روايتنا { ملك الذئاب } گ/ وفاء عبدالهادي أحمد🥰