وقفا أمام الحانة بحصانيهما يخيم الوجوم عليهما فهبط مجد عن حصانه وتبعه شمس وهو يحدق نحو الحانة بأعين تشع غضباً ثم عقلا حصانيهما في المكان المخصص للجياد والعربات ودلفا إلى الحانة
سأل مجد النادل عن صاحب الحانة فأشار بعينه نحو حجرة جانببة وقال:
إنه نائم الآن
فقال مجد بافتضاب:
هلا أيقظته
ضحك النادل وقال:
بصراحة لا أرغب في خسارة عملي
ثم تركهما وتابع عمله
فجلسا على طاولة قريبة منهما في صمت، وبين الحين والآخر يلقي شمس بنظرة خاطفة نحو مجد الذي لم يرفع عينه عن باب الحجرة
نهض فجأة فسأله شمس بقلق:
إلى أين؟
زفر أنفاسه بضيق وقال:
لن أنتظره حتى يستيقظ
ثم سار ناحية الحجرة فقال شمس بصوت منخفض وهو يسير خلفه:
ماذا ستفعل أيها المجنون؟!
فأجابه:
سأدخل إليه وأنت انتظرني هنا
حاول أن يعترض ولكن مجداً لم يمهله وفتح الباب ودخل إلى الحجرة************
كان ينام على فراش مهترئ وقذر، يرتدي ثياباً قذرة وتفوح منه رائحة نتنه كالحيوان النافق وبطنه الكبير يعلو ويهبط في تناغم مع أنفاسه التي يتوسطها شخير يزعج الأموات
دنا منه وأخذ يتأمل ملامحه فكز على أسنانه في غضب بعدما تعرف إليه ثم قال هامساً:
ها قد التقينا أخيراً أيها الوغد
ثم صفعه على وجهه بقوة فوثب في فزع غير مستوعب لما حوله ثم نظر نحو مجد وحدقتاه تتسعان في غضب:
من أنت؟
دفعه مجد بقوة فعاد إلى هيئته الأولى ثم هجم عليه مقيداً حركته واضعاً إحدى ركبتيه فوق صدره وبركبته الأخرى يعيق حركة ذراعه الأيسر بينما يلوي ذراعه الأيمن بإحدى يديه وبيده الأخرى يضع خنجره أسفل عنقه ثم قال بحدة مجيباً سؤاله:
ماضيك الأسود أيها الحقير
ثم قال بعد صمت:
ستجيبني على سؤال واحد، بعده سأتركك وأرحل
ثم تابع:
من الذي دفعك لقتل الطبيب غسان وزوجته يا ميمون
اتسعت حدقتاه في ذهول وقال:
من أنت؟
فقال مجد بغضب وهو يحاول أن يحافظ على هدوءه:
أخبرتك أني ماضيك الأسود….. أنا إبن غسان
ثم زاد من ضغطه على الخنجر وقال بغضب أكبر:
من الذي طلب منك قتله؟
حاول ميمون التملص منه ولكن دون جدوى فقال بصوت متحشرج يخرج من حلقه بصعوبة:
أنا لم أقتل أحداً، لم أقتل أحد
ثم سحب نفساً قليلاً بصعوبة وتابع:
لم أقتل في حياتي كلها سوى أخي حيدر
فزاد مجد الضغط أكثر وقال:
لا تكذب أيها الوغد فقد رأيتك بعيني وأنت تذبح أبي، عندها أقسمت أن أقتلك وأقتل الحقير الآخر ولكن لحسن حظه أن القدر سبقني إليه ليرحمه مما كان سيلاقيه على يديّ
لاحت ابتسامة ساخرة على وجه ميمون وقال:
ما دمت قد رأيتني وأنا أقتل والدك إذاً لقد سمعتني وأنا أقول له من أرسلني لقتله…..
صمت ليلتقط بعض أنفاسه التي ضاقت بسبب ضغط الخنجر ثم تابع:
الملك رعد هو من أرسلني لقتله
ثم تبع كلامه بضحكة متقطعة زادت من حنق مجد الذي قال بحدة:
لن يأمر الملك بشئ كهذا أبداً
أبعد ميمون عينه عنه وكأنه بذلك ينهي الحوار فقال مجد بنفاذ صبر:
سأعيد سؤالي للمرة الأخيرة، من الذي أرسلك لقتل والدي؟
ولما لم يجبه قام بطعنه في كتفه طعنة قوية وبيده الأخرى كمم فمه ليمنعه من الصراخ ثم قال وهو يحدق في عينيه بغضب:
هذه المرة في كتفك، أما المرة المقبلة فلن تراها لأن رأسك سيكون في مكان آخر بعيداً عن هذه الجيفة القذرة
ثم صاح بغضب:
هيا أخبرني
أبعد يده عن فم ميمون فقال الأخير بصوت متألم وقد سالت بعض دموعه:
شريح
أنت تقرأ
{ملك الذئاب}
Fantasyفي رحلته للأخذ بثأره يفاجأ بأمر سيقلب موازين حياته رأساً على عقب ويعرضه للموت أكثر من مرة فكيف سيواجه هذا الأمر؟ وهل سيصمد أمامه أم لا؟ كل هذا سنعرفه في روايتنا { ملك الذئاب } گ/ وفاء عبدالهادي أحمد🥰