الفصل الرابع( 4 )

107 16 0
                                    

خرجت الاثنتان واتجهتا الى ساحة القصر حيث مدخل السجن
فوقفت الاميرة في ركن متوار بعيدا عن انظار الحراس بينما ذهبت  حور ناحية الحراس وهناك قالت وهي تتغنج في مشيتها امامهما:
مرحبا
لم يجيباها فرفعت الزجاجة امام عينيها وقالت:
هل تريدان مشروبا؟
هنا لمعت عيناهما وقال احدهم:
ليتنا نستطيع فالقائد جنيد يمنع ذلك وان علم بهذا سيقتلنا حتما
ردت حور بحدة:
ومن الذي سيخبره ايها الاحمق؟
ثم قربت الزجاجة من فمها وتصنعت التناول منها فسال لعاب الحارسين وقال احدهما وهو يمد يده نحوها:
اعطيني فأنا اريد ولكن لا تخبري احدا بهذا
وقال الاخر:
وانا اريد ايضا
فقالت:
سأعطيكما ولكن بشرط
ـ ما هو؟
سألها احدهم فقالت:
انتما لم ترياني وانا لم اتي الى هنا ابدا…… اتفقنا؟
فقالا في صوت واحد:
اتفقنا
فألقت اليهما بالزجاجة التي التقطها احدهم على الفور وقام بافراغ نصفها في جوفه دفعة واحدة، ثم اخذها.الاخر منه وشرب بقيتها
في تلك الاثناء كانت حور قد عادت حيث الاميرة ثم وقفت بجانبها واخذتا تراقبان ما يحدث
امسك احد الحراس ببطنة فجأة واخذ يتلوى من شدة الالم ولم تمض لحظات حتى حدث الامر ذاته مع الاخر ثم انطلقا ركضا مبتعديد عن المكان.
نظرت ريماس نحو حور التي قالت بحماس:
الان يا مولاتي
نظرت الاميرة نحو الباب فوجدته مغلق بقفل ضخم فقالت وهي تنظر نحو حور:
كيف سأدخل والباب موصد؟!
ابتسمت حور وقالت:
لم يفتني هذا بالطبع
ثم اخرجت من جيبها مفتاحا واعطته لها
فسألتها الاميرة:
من اين حصلت عليه؟
ـ من القائد جنيد
فقالت الاميرة مستنكرة:
من؟…..مستحيل
فأردفت:
عندما تركت في الغرفة وذهبت لإحضار الشراب، كنت اسير بسرعة، وكان القائد جنيد يسير غير منتبه، رأيت في طرف ثيابه مفتاح فخطر ببالي انه مفتاح السجن، فقصدت الاصطدام به فسقط وسقطت فوقه، فاستطعت انتزاع المفتاح منه بسهولة دون ان يشعر،  بالطبع وبخني بشدة ولكنه في النهاية تركنى ورحل
فذهبت لإحضار زجاجة الشراب فسمعت بعض الخدم يتحدثون فيما بينهم ان القائد جنيد ينوي قتل الشاب الذي امسكوا به داخل القصر،  وانه قام بوضعه داخل السجن استعدادا لإعدامه الذي سيكون امام مرأى ومسمع من اهل اتاكيا وانه يحتفظ بمفتاح السجن معه، فابتسمت شاكرة حظي الذي وفقني لأفعل هذا
كانت الاميرة مذهولة بما تسمع فهي لم تكن تتوقع ان  يحدث مثل هذا التصرف من حور ابدا فقالت وهي لا تزال على حالها:
ـ ذكريني ان اكتب تاريخ اليوم على جدار غرفتي
فقالت حور متعجبة:
لماذا؟
ـ لأتذكر الذكاء الذي ابهرتني به ذات يوم
ضحكت حور ضحكتها البلهاء ثم قالت:
هيا يا مولاتي اسرعي، وانا سأبقى هنا لمراقبة الطريق
سارت الاميرة وهي تتلفت حولها حتى وقفت امام باب السجن، ثم رفعت المفتاح امام عينيها وتمنت في داخلها ان يكون ما اخبرتها به حو حقيقي، ثم وضعت المفتاح  ف القفل وادارته بأنفاس محتبسة، فكانت المفاجأة اذ انفتح القفل، فتنفست الصعداء ثم اخفت المفتاح بين العشب  واخرجت القفل من مكانه، ثم نظرت حولها سريعا لتتأكد من خلو المكان  م دفعت الباب ببطء حتى لا يصدر صريرا فينتبه اليها احد
نزلت الدرج بهدوء ثم  سارت حتى وصلت الى الممر الفاصل بين الزنازين والتي كان عددها عشرين زنزانة،عشرة في كل جانب يفصل بينهما  ممر معلق في اخره مصباح زيتي يصدر ضوءا خفيفا
كانت كل زنزانة مغلقة بباب حديدي تعلوه فتحة صغيرة مربعة الشكل
وقفت امام باب الزنزانة الاولى لتنظر داخلها ولكن فتحتة الباب كانت مرتفعة قليلا فاضطرت للوقوف على اطراف اصابعها لتتمكن من النظر فلم ترى شيئا اذ كانت الزنزانة مظلمة
فسارت الى نهاية الرواق وأمسكت بالمصباح الزيتي وعادت تنظر داخل الزنزانة باستخدامه فلم تجد احدا ثم نظرت في الزنزانة التي تليها فلم تجد احدا ثم التي تليها فوجدتها خالية ايضا
ثم نظرت في الزنزانة الرابعة فوجدته يجلس على الارض مادا احدى ساقيه امامه مسندا رأسه الى الجدار يحدق في الظلام
نظرت فيه لبعض الوقت ثم نادته بصوت منخفض بالكاد سمعته:
انت
لم يسمعها، فقامت بطرق الباب طرقة خفيفة فانتبه لها ولكنه لم يتبين وجهها فنهض من مكانه ودنا من الباب وبمجرد ان وقع بصره عليها حتى قال بدهشة:
انت؟!
ـ نعم انا ايها اللص
فقال مستنكرا:
لص؟! من؟ انا؟
فقالت بصوت منخفض وهي تنظر الى المكان حولها:
اخفض صوتك والا جاء الحراس وقتلوك يا لص القلادة
فقال بغضب:
تخطئين انت وانا من يتحمل العقاب
ثم اردف:
ثم انني لم اسرق القلادة
فقالت بنبرة تهكم واضحة:
ان لم تكن قد سرقتها فكيف كانت معك؟
ـ لقد اسقطتها اثناء رحيلك من العيادة ايتها اللصة
تسمرت في مكانها لحظة ثم قالت:
انتظر لحظ،، وجدتها امام عيادتك؟
ـ نعم
ـ اذ انت لم تسرقها
اجابها ساخرا:
ذكية،
ثم تابع:
بالطبع لم اسرقها
فقالت وهي تهم بالرحيل:
لابد من التدخل لإنقاذ الامر
ثم نظرت نحوه وقالت بلهفة:
لابد وان ارحل، وداعا
ثم  رحلت قبل ان يستوعب ما يحدث، ولكنها عادت مرة اخرى وقالت:
انت لم ترني اتفقنا؟
لم تر منه تجاوبا فتابعت برجاء:
ارجوك
ثم رحلت فهمس الى نفسه:
كنت اشك في ان هذه الفتاة مجنونة ولكني الان متأكد
ثم ابتسم

#وفاء عبدالهادي ـ احمد🌸

{ملك الذئاب} حيث تعيش القصص. اكتشف الآن