أيقظت السيدة سلاف خادمتها الصغيرة وأرسلتها في طلب الوصيفة زهرة.
وصلت الفتاة عند قصر الملك وبصعوبة شديدة استطاعت اقناع أحد الحراس أن يخبر زهرة بأمرها، فظلت تنتظر قرابة الساعة حتى خرجت إليها زهرة فأخبرتها ان السيدة سلاف تريدها في أمر عاجل مما أقلقها فقالت:
هل هي بخير؟
أومأت الفتاة إيجاباً وقالت:
هي بخير ولكن….
ـ ولكن ماذا؟
قاطعتها زهرة فتابعت:
بعد منتصف الليل جاء إلى بيت السيدة شابان ومعهما صبي في مثل سني تقريباً
فقالت زهرة متسائلة وقد انعقد حاجبيها:
شابين؟!... هل تعرفينهما؟
فقالت الفتاة:
أحدهما يبدو غريب عن أكاسيا، أما الآخر فأظن أنني رأيته من قبل ولكني لا أذكر متى
طلبت زهرة منها أن تنتظرها قليلاً وعادت إلى القصر ثم خرجت بعد لحظات وانطلقا نحو بيت السيدة سلاف
همت زهرة بطرق باب العجوز ولكنه فُتح فجأة وطل منه مجد وبمجرد أن وقع بصرها عليه حتى صاحت بدهشة:
سيد مجد؟!
ثم تلفتت حولها سريعاً وقامت بدفعه بقوة لداخل البيت ثم دلفت وأغلقت الباب خلفها جيداً
كاد أن يصرخ في وجهها ولكنها أشارت له أن يتوقف ثم قالت محذرة:
إياك والخروج
فقال باستغراب ممزوج بالغضب:
لماذا؟!
فقالت بثقة وهي تنظر في عينيه:
لأنها القوانين
ـ أية قوانين هذه؟!!!
صمتت قليلا ثم قالت:
قوانين تقضي بقتل كل من يُظهر ولائه للملك رعد باعتباره خائن لأكاسيا، وأنت أكثر شخص يعتبر موالياً له
فصاح بغضب:
لا يهمني المملكة بمن فيها، كل ما يهمني هو ريماس فحسب
ثم هم خارجاً من البيت فقالت:
سيقتلونك إن رأوك
ـ لا يهمني
قالها دون أن يلتفت إليها فصرخت فيه:
ولكنها يهمها
فتوقف ثم استدار نحوها وقال بحزن:
كيف هي الآن؟
أخفضت بصرها نحو الأرض وانطبع الحزن على وجهها وقالت:
إنها تموت في اليوم ألف مرة ولكنها باقية على أمل عودتك فلا تخذلها بأن تصير جثة بين يدي سجانها كما حدث لوالدها
فاتسعت عيناه وقال غير مصدق:
ماذا قلتِ؟
فقالت مؤكدة:
نعم وهذا هو الحدث الأكبر الذي حدث في غيابك
شرد عقله في هذا الأمر وتسائل عن حال الأميرة كيف تحملت شيئاً كهذا فقال محدثاً نفسه:
كيف حدث هذا؟
ظنت زهرة أنه يسألها فقالت:
كان كل شئ طبيعي حتى قام جنيد فجأة بتغيير كل حراس القصر وكذلك الخدم بحجة وجود خونة بينهم وقام بإعدامهم جميعاً ثم فوجئنا ذات يوم بصوت جلبة وصياح عاليين داخل بهو القصر فأسرعنا نحو مصدر الصوت فوجدنا مجموعة من الحراس يجبرون الملك رعد أن يجثو أرضاً بطريقة مهينة وكان هذا أمام ناظري شريح وجنيد وفجأة تقدم شريح نحو الملك وقال وهو يبتسم بخبث:
سأخبرك بشئ قبل رحيلك عن الدنيا يا جلالة الملك
ثم تابع بفخر:
أنا من قتلت زوجتك وذلك بوضع السم في طعامها
صعق الملك وحملق في شريح غير مصدق فتابع الأخير:
حتى غسان أرسلت خلفه من يقتله في عقر داره
كان الملك لا يزال مذهولاً فقال شريح بعد صمت:
هل تعرف لماذا فعلت ذلك؟…….كنتَ أنت وغسان صديقين حميمين فخشيت أن يصير أبناءكما كذلك لذا قتلت غسان وزوجته حتى لا يلتقي ابنه بابنتك أبداً فيتزوجان ويصير ابن غسان ملكاً على أكاسيا
فجأة تحول ذهول الملك إلى قهقة عالية جعلت شريح يتسائل عن سبب هذا التحول فجأة فقال الملك موضحاً:
لأن الدفة سارت في عكس الاتجاه الذي رسمته يا شريح
ثم صمت وهو يراقب تعبيرات وجهه التي تبدلت إلى عدم الفهم وثابع:
لأنه بالفعل التقى أبنائنا، فما كنت تخشاه قبل أعوام أصبح اليوم واقعاً يا شريح، كنت تخشى أن يتزوج ابن غسان بابنتي في يوم من الأيام ويصير ملكاً على أكاسيا فقتلت والديه كي لا تصبح له أي صلة بالبلاط ولكن القدر كان يقف في صفه فجعله الإنسان الوحيد الذي يدق قلب ابنتي بحبه
صعق شريح بينما أردف الملك:
نعم يا شريح، إنه هو مجد ابن غسان
ثم صمت
كان شريح مضطرباً لأقصى حد فقال وهو يحاول إخفاء اضطرابه:
ولكنه لن يتزوج بابنتك أبداً أتعلم لماذا؟
ثم تابع:
لأن جنيداً أرسل خلفه من يقتله في طريقه لإيبرس.
فقال الملك بثقة وهو ينظر في عينيه:
لن يمسه سوء أبدا يا شريح وسيعود وسترى كيف سيكون وضعه في أكاسيا
شعر شريح بدماءه تغلي بسبب ثقة الملك الزائدة فقال لينهي هذا الحوار إلى الأبد:
وداعاً يا مولاي
ثم طعنه بسيفه طعنة واحدة خلفته جثة لا حراك فيها
في تلك الأثناء كان الأميرة تقف أعلى الدرج وما إن رأت مقتل والدها أمامها حتى صرخت صرخة قوية تصدعت لها القلوب
ومنذ ذلك الحين وهي تصرخ وتبكي طوال الوقت ولا يوقفها سوى أكف جنيد القاسية وبعد هذا الحدث بأسبوعين تقريباً أعلن في كل أكاسيا عن زواجه بها ولما غضبت وأخذت تصرخ بلا توقف أخذ يضربها حتى صارت طريحة الفراش لا تقوى على الوقوف على قدميها،ولم تتحسن حالتها إلا منذ أيام.
بعدما انتهت زهرة من إخبار مجد بهذا الأمر نظرت إليه فوجدته ينظر نحوها بأعين محمرة ووجه غاضب لدرجة أنها شعرت بالخوف منه فازدردت ريقها بصعوبة ثم قالت محاولة التغلب على خوفها:
عليك إنقاذها أيها الطبيب فهي بحاجتك الآن
أبعد عينيه عنها قال دون أن تتبدل ملامحه:
هل تعرفين طريقاً لدخول القصر؟
لمعت عينيها بسعادة ثم قالت بحماس:
نعم
أنت تقرأ
{ملك الذئاب}
Fantasyفي رحلته للأخذ بثأره يفاجأ بأمر سيقلب موازين حياته رأساً على عقب ويعرضه للموت أكثر من مرة فكيف سيواجه هذا الأمر؟ وهل سيصمد أمامه أم لا؟ كل هذا سنعرفه في روايتنا { ملك الذئاب } گ/ وفاء عبدالهادي أحمد🥰