عند منتصف النهار وجدوا أنفسهم أمام جيش هائل من أمهر الفرسان والجنود المجهزين بالعتاد الكامل فقال مالك وهو ينظر نحو شمس بتحدٍ:
هل يكفي هذا الجيش أم أنك تريد المزيد؟
فقال شمس بذهول:
من أين لك بكل هؤلاء؟
ـ ليس من شأنك، المهم أن ينتهي الأمر بهزيمة الوحوش
صمت شمس ولم يقل شيئاً ثم التفت نحو ريماس فوجد القلق بادياً على وجهها فتسائل:
هل أنت بخير؟
هزت رأسها نفياً وقالت:
لست مطمئنة لما يحدث
فقال ليطمئنها:
لا تقلقي، سيكون كل شئ بخير
ثم انطلقوا إلى الوادي على رأس ذلك الجيشاختار مالك مائة من أمهر رماته وقام بتوزيعهم فوق قمم الجبال المحيطة بالوادي والذين بدورهم وقفوا متأهبين في انتظار إشارته
بينما كان كل من شمس وريماس وتميم يقفون واضعين أكفهم على قلوبهم خوفاً مما قد يحدث،
في تلك اللحظة أشار مالك للرماة فأطلقوا سهامهم
اتسعت أعين الجميع وافتغرت أفواههم مما حدث، فلم يبدو من أحد الوحوش أي ردة فعل وكأنهم لم يشعروا بتلك السهام التي تستقر داخل أجسادهم والتي تظهر كأنها شوكة في قدم بعير
أما الرفاق الثلاثة فقد تنفسوا الصعداء رغم أن ما حدث هو طامة كبرى أمام البشر إلا أنهم كانوا سعداء لأن رفيقهم ما يزال بخير
امتقع وجه مالك فقد كان الأمر أصعب مما يتوقع فقال بغضب:
اللعنة
ثم تابع بعد تفكير:
ليس أمامنا سوى المواجهة
ـ أنت تحكم علينا جميعاً بالموت
قالتها ريماس بحدة فقال شمس مؤيداً:
إن دخلنا في مواجهة مع تلك الوحوش فلن يكون هناك سوى نتيجة واحدة وأنت تعرفها جيداً
ثم تابع:
الموت
فصرخ فيه مالك بغضب:
ليس لدينا خيار آخر، والموت قادم لا محالة
فصاح شمس بتحدٍ:
فلتكن أول المقاتلين إذاً
تجهم وجه مالك ثم استل سيفه وهو يرمق شمساً بنظراته ثم شرع في الهبوط إلى الوادي فتبعه البقية
حين اقترب الجنود من الوحوش اضطربت قلوبهم وارتجفت أيديهم ولم يعودوا قادرين على الإمسكاك بسيوفهم فلم يكن هناك بدٌ من تلك الحرب التي كانت ستقوم بعد لحظات، إذ كانت النتيجة محتومة لصالح الوحوش، ولكن مالك أصابه الغضب مما حدث بين صفوف جيشه فصرخ فيهم ليثبتوا غير آبه بتلك الوحوش التي علمت بوجودهم فوجدوا أنفسهم في مواجهة معهم رغم أنوفهم
كان هجوم الوحوش عليهم بشعاً إلى أقصى درجة فقد أخذت تمزق أجسادهم بمخالبها وتفترسهم بأنيابها فأغرقت الدماء الأرض وتناثرت الأشلاء في كل مكان
فتبادلوا النظرات وهم يرون تلك الكائنات تمزق كل من يقف في طريقها، ولكن ريماس وشمس كانا يراقبان مالك الذي لم يكن يترك فرصة للحاق بملِك الذِّئاب إلا واستغلها
فكانا يلحقان به ويتعمدان تشتيته رغم أن ملِك الذِّئاب لم يكن في حاجة لذلك إذ أنه لو صربه بقبضته ضربة واحدة لانفجر كما تنفجر القذيفة ولكن مالك كان يتوارى كي لا يراه، حتى ذهب ملِك الذِّئاب إلى خلف الجبل فلحق به وهناك وجده يروح ويغدوا كأنه يفكر في حل لما يحدث
فاقترب منه بحذر ثم ازدرد ريقه ليعطي لنفسه بعض الشجاعة ثم اعتلى صخرة قريبة منه ليكون مقارباً له في قامته
في تلك اللحظة شعر ملِك الذِّئاب به فالتفت نحوه ولكن مالكاً لم يمهله وغرس سيفه في صدره بقوة فسقط ملِك الذِّئاب أرضاً وقد سكن جسده
أنت تقرأ
{ملك الذئاب}
Fantasyفي رحلته للأخذ بثأره يفاجأ بأمر سيقلب موازين حياته رأساً على عقب ويعرضه للموت أكثر من مرة فكيف سيواجه هذا الأمر؟ وهل سيصمد أمامه أم لا؟ كل هذا سنعرفه في روايتنا { ملك الذئاب } گ/ وفاء عبدالهادي أحمد🥰