(E) #19

111 14 66
                                    


( لا تقرأ هذا الفصل قبل قراءة الفصل 18! )

.
~
.

حل فصل الربيع.

ذابت الثلوج، تفتحت الورود.
أشجار الساكورا الجميلة تميز الشوارع بأوراقها الوردية.

في يوم ربيعي جميل، الشمس تطل لتدفئ الناس بعد برد قد دام طويلا.

في ذلك اليوم، قرر أسود الشعر القيام بخطوة ما، و قد ذهبت معه ذات الشعر الأصهب.

سار الإثنان في صمت تام و هما يتأملان جمال المدينة في الربيع، يران الأطفال يركضون و يلعبون في الأرجاء، بعض الطلاب يرفعون شهادات تخرجهم بفخر، العائلات تحتفل و تتنزه تحت الأشجار.

بقدر ما كان جزء من المدينة صاخب و مرح، يوجد أيضا أماكن منها هادئة... قد تُسمع فيها أصوات الحفيف و الخرير فقط.

و في إحدى تلك الأماكن القليلة، تتواجد مقبرة محترمة.

يعرف الإثنان وجهتهما تماما، وقفا أمام قبر معين، مرتكز تحت شجرة كبيرة ظليلة.

" ... "

بقي رانبو يحدق فيه بصمت، مع أنه مر على الحادثة شهرين... إلا أن عقله لا يزال يحاول إقناعه بأن هذا لم يحصل حقا.

" توجد هنا أزهار دوار الشمس، يبدو أن أحدهم قد سبقنا إلى زيارتها. "
قالت تشييو و هي تبتسم، رفعت بصرها إلى السماء للتأمل تفاصيلها، أخذت نفسا عميقا، تنهدت و نظرت للواقف أمامها.

اتخذت رمادية العينين بضع خطوات للأمام، أصبحت في نفس المستوى مع أخضر العينين.
" هل كنت تعرف أن زهرة دوار الشمس هي زهرتها المفضلة؟ "

حرك رانبو رأسه نافيا.
" لا، لم أعرف هذا من قبل... سأتأكد من إحضارها لها المرة المقبلة. "

ساد صمت قصير بينهما حتى كسرته تشييو.
" ألا تزال تفكر في ما حدث؟ "

" في ماذا؟ "

" الحادث. "

ساد صمت آخر، دام طويلا هذه المرة، و بادرت تشييو بكسره أيضا
" أنت تدرك انه... لم يكن خطأك، صحيح؟ "

" ...لا، لست متأكدا من ذلك.. "

" لقد فعلت ما بوسعك لحمايتها. "
وضعت زهرة صغيرة كانت قد أحضرتها معها مسبقا على القبر، و واصلت كلامها
" بعض الأمور... تحدث فقط، و لن نستطيع تغييرها مهما حاولنا. و لكن لا تنسى النظر إلى الجانب الإيجابي، لقد جعلتها مرتاحة جدا في آخر أيامها، كُن سعيدا لأنكما استطعتما قضاء بعض الوقت الجيد معا.. "

ركز رانبو في كلماتها عميقا، خرج من شروده و نظر عاليا الشجرة التي هما يحتميان بظلها.
سمع صوت العصافير و تغرد فوق أغصانها، استطاع رؤية خيوط أشعة الشمس الذهبية و هي تسلل بين أوراقها.

هربت ابتسامة صغيرة من شفاهه.

" ربما... تكونين على حق. "

هل تذكرني، إيدوغاوا-كن؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن