البارت السابع والعشرون

90 9 0
                                    

البارت السابع والعشرون
كالاتيا
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

تتطلع من نافذة المكتب وقد يبدو عليها الإرتباك والحيرة لتردد بنفاذ صبر

-خلاص يا بابا متقلقشى..... لا لا دا كلام تليفزيونات وإنت عارف الجزيرة بتهول الأمور.... خلاص متقلقشى أنا لو لقيت الوضع وحش هبات الليلة دى عند أختى متقلقشى أقفلوا على نفسكوا بس كويس ومتنزلشى يا بابا أنا هتصرف

تنهى تلك المكالمة الهاتفية  لتتنهد بضيق وهى تتابع الأحداث بالخارج وجسدعا ينتفض لا تعلم كيف أن تصل إلى منزلها فى ذلك الوقت المتأخر وهى تستمع إلى صوت الضجيج والصرخات والشجارات ما بين المتظاهرين وأفراد الشرطة

كانت غافلة عن تلك العيون التى تراقبها فى صمت ليسير بخطوات متمهلة واثقة حتى إقترب منها مرددا بجدية

-تعالى أوصلك... مش هينفع تمشى لوحدك والدنيا كده

كادت أن توافق ولكنها تذكرت موقفها الأخير منه وبالرغم من عدم فتحه للأمر مرة أخرى وكأن شئ لم يكن ومعاملته لها التى أصبحت أكثر لين على عكس ما توقعت ولكنها تفضل ألا يجمعهم مكان واحد ربما تخشى أن يخونها صمودها وتعترف عيناها بما يخفى قلبها منذ سنوات

توجهت إلى مكتبها وقد غلفت ملامحها الجمود لتردد بنبرة باردة

-شكرا لحضرتك.... أنا هاخد تاكسى وبابا وأخويا هينزلوا يقابلونى

كاد أن ينفذ صبره ولكنه كور يده ليضغط عليها بشدة حتى إبيضت مفاصله مرددا بحدة

-تاكسى إيه اللي هيدخل التحرير دلوقتى وبباكى إيه اللى تنزليه فى وقت زى ده.... متختبريش صبرى أكتر من كده وإسمعى الكلام يالا

أصبحت كلماته الأخيرة حادة بقدر صعوبة الموقف وقلقه الشظيد عليها وبالرغم من عنادها ولكنها أطاعته تلك المرة فعى الأخرى تشعر بالقلق والخوف

بعد قليل كانت تجلس بجواره بالسيارة وقد قررت عدم النظر إليه أو التحدث معه لتتبخر جميع قراراتها عقب رؤيتها لتلك الفوضى فى الشارع والتشابك الدائر ما بين أفراد الشعب والشرطة

كان عمر يحاول إيجاد طريق هادئ ولكن الأمر أصبح أكثر صعوبة فالإشتباكات على آخرها وهناك جرحى وقتلى وسيارات تدمر وأخرى تحترق لا أحد يعلم من يضرب ومن يحرق وما تلك اليد التى تخرب

ضرب عمر المقود بقوة وهو يهمهم ببعض الكلمات التى تلعن ذلك الخراب ليصمت فجأة عقب رؤية دموعها تنهمر بشدة وجسدها ينتفض رعبا وأنفاسها تتعالى

كالاتيا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن