كُنت راقدة في حُضن أُمي وهي بتمسح لي على شعري، وأنا بحكي ليها كُل الحصل معاي، لسة الخوف مستوطن قلبي بس من فترة طويلة أول مرة أحِس بحنان الأُم وقُربها مني، كُنت شايفة الاعتذار في عيونها حتى ولو ما قالتُه، الندم والشعور بالذنب، كُنت بفكّر لحدِ ما نُمت، وهي رقَدت جنبي اليوم داك، وأبوي لسة ما كان جا من الشُغل.
#بعد مرور أيام:
بقيت كويسة وخلصت علاجاتي كُلها الحمدلله، رجعت لروتيني اليومي، اليوم كان الأحد سمعت جوالي برِن لقيت ده يمَان، طبعًا من اليوم داكَ واحنا علاقتنا لسة ما رجعت زي ما كانت، ولسة حاسة في حاجة في قلبي تقريبًا السبب لأني ما اتناقشت معاه ووريتُه الزعلني منه.
_يا جُمجُمة، كيف أصبحتِ؟
=بخير الحمدلله، انتَ كيفك؟
_كويس والله الحمدلله، علاجاتِك خِلصت الليلة صح؟
=آيي.
_نطلع مُشوار؟
=ما نفسي.
_حتى لو قلتَ ليكِ عشان خاطري؟
=...
_أرح اجهزي، انا حآخد إجازة من الشُغل وشوية كدا بجي بسوقك.
=طيب.
يمان كان شغال مع واحِد صحبُه في محل تموينات غذائية في السوق، وأبوي مُحاسِب شغال في شرِكة.
المُهم فعلًا جهزّت نفسي وبقيت قاعدة مُستنياه، لحد ما جا داخِل، سلّم على امي واستأذنّا وطَلعنا..
_حنمشي وين؟
=مُفاجأة.
_انا ما بحب المُفاجأت!
=عارِف، برضو مُفاجأة.
_سكتتَ منُه وبقينا ماشين برجلينا مسافة، طول المسافة دي هو ساكِت وأنا ساكتة، لحد ما وصلنا محل ايسكريم صغييير، قال لي انتظريني هنا، وهو دخَل..
غاب شوية بعدها جا شايل كيس، قال لي أرح، مشينا قعدَنا في مسطبة، موقعها رهيب عديل🤣
المسطبة فاتحة على شارع فاضي، ماف زول بجي بيه إلا نادِرًا، قعدنا فيها والشمس كان بدت تغيب خلاص، واحلى شيء إنُه في شجرة كبيرة جمب المسطبة ضُلها بجي عليها...
مدّ لي عِلبة اسكريم، فتحتُه وهو فتح حقُه.وانا بعاين قدامي وباكل، انتبهت بي صوته لما قال لي،
_أنا آسف يا ستي، حقِك علي.
اتلفتت عاينت ليه ورجعت عاينت قدامي من دون ما أرُد.
_انا آسف لأني كوركت فيكِ، ولأني شاكلتِك بدون ما أسمعك، وكمان آسف لأني أجلّت موضوع نقاشنا لحد هسي، ده بسبب إنك كُنت عيانة لكن برضو حأعتَذر.
لما ما لِقى مني رد كمّل كلامُه.
_شكَلي ليكِ ما كان عشان ما واثِق فيكِ، بس خُفتَ عليكِ من الزِفت داك، وكمان كِرهت إنُه لقى فُرصة عشان يقلّ أدبُه عليك، سكت مسافة وهو بضغط بالسبّابة والإبهام بين عيونه، وتاني رفع راسه وعاين لي.