.
لو قلت الأرض شايلاني من الفرح حأكون كذابة، طول الطريق كنت بمسح دموعي اللي حلفت ما تقيف من لحظة سمعت الخبر...
يُوسف قال لي يمان نمشي المُؤسسة رأيك شنو؟
يمان قال ليه طوالي والله، فكرة جميلة.
خلاص أتصل عليهم أقول ليهم يجو هناك عندنا اجتماع.
يمان ردّ ليه، طيّب.
يُوسف اتصل عليهم كلمهم كلهم، واحنا مشينا على المُؤسسة، ما كان في دوام الليلة عشان كدا المبنى كان مقفول، يوسف فتح الباب ودخلنا، بدينا نجهِز الحاجات ونزيّن المكان، مع إنُه الخبر براااه كدا ما مُحتاج أي زينة الحمدلله😭💙💙💙.
مرّ الزمن بسرعة ولقيت ناس أبوي جو، أول ما أبوي جا داخِل عاين لينا وهو بقول ماشاء الله، ان شاء الله دايمًا الإنبساطة!!
مشيت ليه وسلمت عليهُ في راسه، ومعاه كانت أمي برضو سلمت عليها، وانا حرفيًا ماسكة دموعي وخشمي بالعافية، عايزة أصرِخ بصوت عالي وأقول ليهم يمان بقى كويس يخوانا انتو سامعينيي!!!
لكن يمان قال لي انتظِر لحد ما كُلهم يجو...
__________________________
عمو خالِد قاعد وجمبُه أبوي وجمبهم مُهاب وبعدُه يوسف، بالجهة التانية قاعدة أنا وجمبي فطومة وأمي وخالتو سمية، وجُوير.
يمان واقف قدامنا ومعاهُ جود حلفت ما تفك يدُه.
وجد شايلها مُهاب بتلعب بي جوالُه.
يمان بدأ يتكلم...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
طبعًا حتكونوا مُستغربين من سبب جمعتنا ليكم هنا الليلة.
سكت مسافة ورفع راسُه وقال، من اللحظة العرفت فيها إنُه عندي لوكيميا، إنتبهت على حاجات كتيرة ما كُنت منتبه ليها في حياتي، اللوكيميا كانت بمثابة صفعة لي صحتني من أوهام كُنت عايش فيها.
صحتني من وهم إنُه الدنيا دايمة لينا وبنقدر نعمل فيها العايزنُه.
لكن الحقيقة إنُه الدنيا زايلة وزايفة كمان، والزول ما بعرف متين وكيف بموت، وهل بكون جاهز إنُه يلاقي ربنا؟
زي ما المرض نبّهني لحقيقة الموت، نبّهني برضو لحقيقة الحياة، وإنُه حياتي ما مُرتبطة بمرضي، وإني مُمكن أمرض وما أموت، ومُمكن لما أموت ما أكون مريض أو مِرضت!.
الكانسر مرض لعين شديد، ولو ما لِقى زول يصارعُه بيدينُه ورجلينُه بينتهي منه، بعترِف إني مرّيت بلحظات عصيبة، منها شفتوها ومنها ما شفتوها ولا حسيتوا بيها.
لكن كمان يقيني بربنا كان أكبر من مرضي الشايلُه وماشي بيه، كان أكبر من أسباب الأرض وأرحم بأقدار ربنا.
