25

386 15 2
                                    

#بعد مرور ثلاثة أشهر:
#جُمان:

لو اتكلمت من الليلة لحد بُكرة، ما حقدر أوصِف قدُر شنو التلاتة شهور الفاتت دي كانت صعبة علي!!
أنا مشيت للموت برجليني ورجعَت، ما كُنت فاهمة شيء حواليني ولا أنا زاتي ما فاهمة على نفسي، أنا منو؟
الحواليني منو؟
أنا وين وجيت هنا متين؟

تفاصيل كتيرة شديد ما بتتحكِي ولا بتخَلص، الإكتشفتُه إنُه معمول لي عمَل، لحد هسي بتذكّر لما أبوي جا فهمني الموضوع وقال لي حأسوقِك لشيخ، رفضت وبكيييت، لكن ما اقتنع بكلامي ولا خلّاني، أصلًا الفترة الفاتت دي ما أنا الكُنت مُتحكِمة بأفعالي!

مشيت للشيخ أول يوم، وأنا مُصرّة إني ما عندي أي شيء وإني نصيحة، لكن أول ما بدا يقرا لي آيات من القُرءان بصوت عالي، ما عِرفت تاني حصل شنو ولا بقيت مُستوعبة أي شيء!

تلاتة شهور استنزفتني وتعبت فيها نفسيًا وجسديًا، وقّفت الجامعة وقعدت في البيت بس بين الذكر والفُرءان والتحصين والرُقية، ضُقت الويل!

أي زول كان بشوفني بقول لي اتقسمتِ النُص!
سُبحان الله، قدُر شنو الدنيا دي صعبة...

الليلة كانت آخر جلسة لي وده طبعًا بعد شهور من التعب، بعد كواريك كتيرة وبُكاء...
اتغيرت شديد، أنا حتى شعري قصيتُه وصلتُه لأضاني وأنا ما مستوعبة شيء!
بلُطف ربنا ورحمتُه قدرت أعدّي الفترة دي، بأبوي وأمي الواقفين جمبي وساندنّي، ما كُنت مُصدقة إني وأخيرًا اتعافيت!
ما حأعيش مشاعر مُلخبطة وما حأحِس بتناقُضات تاني!

الشيخ ما ورّانا العمل لي العمَل منو، قال من ستَر مُسلمًا ستَرهُ الله...

وكّلت الأمور لربنا واتحسبنت عليها كتير، إلا ما يجي يوم وأعرِف دي منو.

رجعتَ البيت وأنا مُرتاحة، وأخيرًا!!
الحمدُ والشُكر لله..

في الفترة الفاتت أجرنا شقّة مفروشة ونقلنا فيها، لأني كلمتهم إني ما بقدر أتعايش هسي مع البيت بدون يمَان، باقي لي كيف كيف كأنُه ما البيت الاتولدت واتربيّت فيه..

رغَد وميّ وعائِشة طول الفترة الفاتت كانوا معاي ونهائي ما خلوني ولا دقيقة، طول الفترة دي ميّ كانت مُصرّة إنُه رغد عملت كدا عشان تأذيني، لكن أنا لسة مُصرة على موقفي، مُجرد ما أفكِر إنها مُمكن تعمل كدا بخجل من نفسي، لأنها قلقانة علي وشايلة همي ومعاي صباح ومساء، ما حيطلع منها شيء زي ده!!!

كُنت مُصرّة إني ما حأظِن فيها ظن سوء خالِص، وما حأعيش بالحمل ده طول عمري...

وفي النهاية مي اقتنعت فبقت ما بتجيب لي سيرة الموضوع كتير...

المُزعلّني، والحارق كبدي وفشفاشي، والمُوجّععع قلبي..
يُوسُف!

ما اتصل علي ولا مرّة، من اليوم القُلت ليه فيه طلقني داك تاني ما شُفت وشه خالِص ولا بالغلط..
كم مرّة ومرّة أنا حاولت إني أرسل واتصل لكن في شيء كالعادة مانعني، بالإضافة لي إنُه حسسني إني رخيصة عليه، وأنا مكان ما اتحبّيت فيهُ بنسحِب،
مين ما كان الشخص ومهما كان مقامُه عندي.

أطلال انسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن