#أول يوم في الجامعة:
تقريبًا أنا الإنسانة الوحيدة الما كُنت متحمسة أبدًا للجامعة، بل بالعكس خايفة لأنُه مجتمع جديد غير تمامًا عن المُجتمعات المرّت علي، بالإضافة لأنه مُجتمع مُختلط وده أكتر شيء كان مخوفني.
بعد اليوم بتاع المُظاهرات داك حتى أنا ما عِرفت كيف طلعنا من الرصاص والضرِب الكتير داك!
لكن كان يوم صعب شديد وكانت أصعب لحظة تمر علي في حياتي كُلها.#فلاش_باك.
كُنت مُلقلة شديد وانا بقول لي يمان لِف يمين ياااخ لِف بالشارع ده، لفّ بيهُ كان صوت الرصاص بقى أبعد الحمدلله، لكن حصلت حاجة أسوء شديد!
واحنا ماشين في الشارع شايفة بالجهة اليمين في بت وولد قاعدين في الأرض والبت بتبكي، لما قربنا عليهم بالسيارة لقينا شاب تالت واقع في الأرض وملابسُه مليانة دم!!
وأنا زولة أكتر شيء بخوفني الدم، قُلت ليه يمااان شوف!!!
أول ما شافهم يمان وقف السيارة، نزل منها بسُرعة وهو بقول ياساتِر!!
كان مضروب بكم رصاصة في صدره، والولد التاني ماسك ليه صدرُه وقاعد في الأرض بكُل الحيرة، والبت بتكبي بقلّة حيلة ما قادرة تعمل شيء!
يمان جرا ليهم بسرعة وهو بكورك للولد أرفعُه معاي بسُرعة، رفعوا الولد لحد ما جا بيه السيارة، البت فتحت ليه الباب وهم ركّبوه، ده كلو انا واقفة ما قادرة أحرِك أي شيء، ما قادرة اتكلم ما قادرة أبكي ولا قادرة أساعِدهم، وأنا مُتأكدة إني لو عِشت عُمر فوق عُمري أنا مُستحيل أنسى شكل الولد والدم!
وعيت بي صوت يمان بقول لي يا جُمان ماف زمن الولد حيموتت!!
مشيت بخوف فتحت الباب وركبت، البت كانت بتبكي بي صوت عالي والولد كان بحوقِل، ويمان كُل ملامح الضيق كانت في وشه.
وانا بس كُنت سرحانة ما قادرة أستوعِب أي شيء، وصلنا المُستشفى بي صعوبة وكانت مُخاطرة كبيرة لأنُه الشوارع مقفولة والوضع بخوّف شديد، كان عندي إحساس إني في فلسطين ما السودان...
الولد دخلُوه الطوارئ طوالي وفضلنا معاه لحد ما اتأكدنا إنه صحى ويمان شال رقم صحبُه، ورجعنا البيت بعد ما أهلُه جو.
الوجع قلبي أكتر إنُه ده ما الوحيد، ولا حتى الأخير!
في الفترة ديك كل يوم كُنا بنفقد واحد مننا كشعب، وانا ك إنسانة بحب السودان والسودانيين، كانت ديك أصعب أيام تمُر علي وما اتجاوزت الموضوع بالساهل أبدًا، كُنت ما بنوم بالليل ولو نمت بصحى مخلوعة، وإلى هذه اللحظة، شكل الولد في بالي ما قاعد يغيب، كأني شُفته هسي.بعدها يمان اتصل واتطمن عليهم وقالوا ليه إنُه خرجوهُ من المستشفى، حتى مشى زارُه مرة وكان دايمًا بحاول يقنعني إنُه هو بقى كويس وإني أنسى المنظر الشُفته، لكن هو ما عارِف إنُه المنظر ده أنا ربطتُه بكُل شهيد، وكل مرة الوجع كان بتجدّد!.
