8

608 16 0
                                    

يمَان يعني أول زول نطقتَ اسمُه قبل أُمي وأبوي، لما قُلت ليه يان، واحنا لسة اطفال صُغار وحتى قبل ما هو يناديني، الاسم كان عالِق مسافة في لساني حتى بعد ما كبرت، كُنت بناديه يان.. ♡.

يمَان الشخص الكان معاي في كُل تفاصيلي وأقرَب لي من أُمي وأبوي، في بطن أُمي كان معاي، في سريري بعد الولادة كان معاي، الكائن الشاركني لحظات المشي الأولى، ولما كُنت بَحبي، الكلام، التمهيدي، الروضة، المدرسة، البيت، الغُرفة، يمَان كُل شيء بالنسبة لي.

هو أقرب زول لقلبي، أكتر انسان مُشاركاه تفاصيلي أو بالأصح هو تفاصيلي ..

موجود معاي في كُل خطوة، حتى قبل ما أناديه!

خَبر مرضُه بالنسبة لي كان شيء مُخيف شديد، ومُجرد التفكير في الموضوع قاتِل.
يمان لما يقول أخ أنا بتوجّع قبلُه، كيف حتحمّل مرضُه الكامل وتعبُه والكيماوي كمان؟

بعد ما يُوسف سأل الدكتور، جاوَب ليه انه اتأخر شوية، لو كان جا أبدَر من كدا كان العِلاج حيكون أسهل، لكن هسي كمان العلاج ساهل ان شاء الله والشفاء والعافية من رب العالمين.

يمَان كان مُتصبّر شديد، كأنُه الدكتور قال ليه عندَك مِلاريا..!
ويُوسف كان مُتماسك زيُه برضو، انا الوحيدة الوشي اتلوّن واتخطف، وبقيت شاحبَة وكأني عيانة لي عشرين سنة..

طلعنا عشان نركَب السيارة، كُنت بجُر رجليني جر في الأرض، ما قادرة أفكِر في أي شيء وفقدت الاستيعاب حتى، يمَان ما اتكلم معاي وانا حتّى ما عاينتَ ليه، كُنت شايفة الدُنيا دي بااااهتة وما عندها لون مُجرد ما بس عرِفت إنُه عيان..

ركبنا السيارة هُم قدام وانا كُنت ورا جمب الشُباك، كان بتونسوا عادي لدرجة شكّيت إنهم ما سمعوا السمعتُه وما عِرفوا العِرفته..

وبعدها غِرقت في أفكاري من جديد، وانا ما قادرة استوعب أي شيء...

وصلنا البيت، خليتُهم بتكلموا في الصالة ودخلتَ غُرفتي وقفلت الباب، طلّعت عبايتي وغسلت وشي ورقدت في السرير وقبلت على الحيطة، وانا بكرّر لنفسي:
ما حبكي
ما حبكي
ما حبكي
رددتها أكتر من مرة، وفي المرة الأخيرة بكيت.. 💔.

دموعي نزلت في صمت وأفكاري كانت بتقتلني قتل، حاسة في سكينة مغروسة في نُص قلبي لدرجة إني نفسي ما قادرة أشيلُه، يمان البخاف علي من طعنة الشوك، انا أجي أشوفه وهو عندُه كانسر؟

شوية والدموع اتمردت علي وبديت أبكي بصوت عالي بدون ما أحِس، دفنت راسي في المخدة عشان صوتي ما يطلع، عشان أصرِخ، وعشان أطلِع المكتوم..

اللحظة البديت أبكي فيها تاني ما عِرفت أقيف كيف، حلقي جفّ ودموعي انتهت وحالتي بقت بطّالة..

رفعت راسي في السماء وأنا بقول بصوت باكي، بباقي القُوة العندي، يااااااااااارررررررررررررب💔.

أطلال انسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن