الصباح والمساء واحد، متين بصحى متين بنوم ما مستوعبة شيء، مما جيت ما قُمت من مكاني، دموعي ما وقفت نهائي، حاسة نفسي لسة ما مستوعبة شيء، الليلة اليوم التاني لي هنا، كُل ما يدقوا لي الباب بقول ليهم عايزة أقعُد براي..
ما شفت زول ولا أكلت ولا شربت ولا صليت، حتى أنا ما عارفة ليه بقيت ما بصلي.
ما عايزة أي شيء بس عايزة يمان، ما شبعت منُه ولا حأشبَع عُمري كُله...
وأنا ببكي سمعت صوت الباب، كان ده أبوي، انبسطت لمن سمعت صوته، حاسة إنه أبوي أكتر زول مُحتاجاهُ في الوضع ده...
فتحت ليهُ الباب وأول ما شافني قال لي ياساتر يارب مالِك يا جُمانة استهدي بالله!!
دخل وقفلت الباب وراه، جا قعد في السرير وانا قعدت جمبُه وطوالي حضنتُه وبديت أبكي، أبكي بحُرقة كأني يادوب ببكي وكأني ما قضيت وقتي كُله بكا..
كان بمسح على راسي ويقول لي بسم الله عليكِ وبسم الله على قلبِك، فِضل يدعي لي كتير ويمسح على راسي، لما تعبت من البُكا وحسيت صوتي راح رفعت راسي عاينتَ ليه، قلت ليه أبوي يعني أنا ما حأشوف يمان تاني؟؟
مسح لي دموعي النزلت تاني وقال لي في الجنّة يا جُمان ان شاء الله في الجنة، أدعي ليهُ هو ما محتاج أي شيء حاليًا غير دُعاءك.
ما قادرة يا أبوي ما قادرة أعمل أي شيء انا تعبانة وقلبي مكسور!
سلامتك من التعب وسلامة قلبك يا عيون أبوكِ انتِ.
يمان في مكان أحسن من هنا بي كتير، نحتسبُه شهيد بإذن الله.
عايزة أشوفه يا أبوي!
ما ممكن تشوفيه لكن مُمكن تتكلمي معاهُ، زوريه في المقابر كُل فترة وأبكي هناك حترتاحي.
مسحت دموعي تاني وعاينت ليه وانا ساكتة...
سكت مسافة وقال لي جُمان!!
أيوا.
بتصلي؟
بقيت أحرك عيوني في كُل الإتجاهات إلا إني أعاين ليهُ، حأقول ليه ما بصلي ليه وأنا أساسًا كيف عملت كدا؟؟
هزيت راسي بي لا.
عندك عُذر يعني؟
هزيت راسي بي لا تاني وأنا منزلة راسي.
كنتِ بتتحصني طيب؟؟
لا.
قال لي جنيتِ يا بت لمن تخلي صلاتِك؟
ما عارفة إنُه الموت سنة الحياة؟
ما عارفة يا أبوي حتى أنا ما فاهمة نفسي وما مستوعبة أي شيء بحصل لي.
لا حول ولا قوة إلا بالله، قومي صلي قدامي هسي وأدعي ربنا يغفر ليكِ.
سكتت ونزلت راسي.
جُمان!!
الله يهديكِ يا بتي، كفاية علينا وجعَة يمان، ما تحرقي قلبنا عليكِ.
