22

363 12 1
                                    


#بعد مُرور ثلاثة ساعات:

رجعت البيت كيف ومتين ما عارفة، ولا مُتذكرة أو مُستوعبة الحاصل حواليني، حاسة نفسي في عالم مُوازي أو في حلم حصحى منُه قريب، لكن للأسف كُل المُؤشرات كانت بتقول لي إنُه ده واقِع!

خبر العزاء بينتشر بسُرعة، لما وصلت البيت كان في صوت بكا عالي يقطع القلِب، والبيت اتملى بالناس..

دخلتَ غُرفتي بدون ما أسلم على أي زول أو أبكي مع زول، حتى أمي وأبوي ما شفتهم، حاسة كُل الناس الهنا غريبين عني، حاسة البيت ما بيتي، حاسة الحياة دي زاتها ما حياتي.

قفلتَ باب الغُرفة عليّ وأول شيء عيني وقعَت عليه كان برطمان السّعادة، سعادة بعدَك من وين تاني!؟

هِنا سريري، هظارنا الكتير وضِحكنا، غُرفتي المليانة باللوحات الراسمهم لي وأهداني ليهم!
كُباية الشايّ حقتي وكُبايته حقّت القهوة، دِسك المُذاكرة ولمّا كان بفهمني الما فاهماه، دُولابي المليان بي تشيرتاتُه البسرقها منُه كل فترة، حتّى عِطرُه كان عالِق في أنفي لحدّ اللحظة، وأي رُكن في الغرفة موجود فيه تفاصيل يمان.

اتقدّمت بخطوات مُتثاقلة، قعدت في الأرض وانا بعاين للفراغ قدّامي، معقول يمان مات!؟

ضمّيت رُكبي علي وختّيت راسي عليهم، غمضت عيوني الما نزلت منها ولا دمعة من اللحظة ديك.

يمان وصدرُه المضروب وملابسُه المليانة دم، صوت صُراخ الحريم برّا، كلمات يمان بتتردّد في راسي، جُملة يُوسف حقت ربّنا يرحمُه ويغفر ليه، كيف حأنسى؟
وهل حقدر أنسى؟

لحد متين ما عارفة، فترة طويلة كُنت راقدة فيها في الأرض زي الجُثة الهامدة، ضامّة رجليني عليّ ومثبتة نظري على الفراغ بدون أي ملامح، دموع، أو صُراخ.

الباب دقّ كم مرة وسمعت صوت أبوي من وراه، لكن ما كُنت قادرة أفتح، وانا بفكّر سمعت صوت الباب للمرة الكم ما عارفة، صوت أبوي من وراه بناديني بصوت مَكسور فيهُ غُصّة.

"أطلعي سلّمي عليهُ لأنه خلاص طالعين على المقابر"

جُملة من كم كلمة حسيت روحي اتسحبت بيها،
خلاص؟
مقابر؟
يمان؟

ما قوّة مني ولا قُدرة على التماسُك، لكن عارفة إني لو ما سلّمت عليه هسي حأندَم عُمري كُله على اللحظة دي.

وقفت على حيلي وحاسّة الأرض لافّة بي، فتحت الباب شُفت أبوي قدامي وصوت البكا حيوّقف قلبي.

عاين لي مسافة وضمّاني عليه، قال لي أبكي يا جُمان، البكا حيريّحك.

كُنت ساكتة وما أبديت أي ردّ فعل، باس راسي وقال لي ربنا يرحمُه ويغفر ليه ويجعل مأواه الجنّة يارب، ساقني من يدّي لحد ما وصلنا الغُرفة الكان موجود فيها، أبوي حسّ بي فجأة اترددت ووقفت، عاين لي وهو بشجعني وبقول لي يلا!

أطلال انسانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن