بسم الله يلا نبدأ:
' الباب الثالث '
في تلك اللحظة ووسط كُل ذلك الخراب الذي يحدث أمامه لم يُفكر 'عاصف ' بهزائمه المتتالية ولا بالعرش الذي سُلب منه، كان يفكر في زوجته وابنته فقط....
وكان ثمّة أمل بسيط في قلبه يُخبره أن حصانه الُمجنح ربما يكون قد استطاع أن يصل للقصر في وقت مناسب وأن يأخذ زوجته وابنته لمنطقة آمنة إلا أن ذلك الأمل سرعان ما تبدد وانتهى؛ وذلك عندما لمح بعضَ مقاتلي ' طاغين ' المرابطين على حدود الشاطئ وقد ألقوا القبض على حصانه الُمجنح....
استنتج وقتها أن ذلك معناه أن زوجته وابنته لم يغادرا الجزيرة وهذا بضعه أمام احتمالين لا ثالث لهما:
' الأول: أنهما ماتتا في الحريق.... '
' الثاني: أنهما استطاعتا بطريقة ما النجاة من كُل تلك المصائب....'
ومع أن احتمال النجاة ضئيل جدًّا إلا بأنه كان يرى أنه يستحق أن يجازف بحياته من أجله:
استعدوا....
قال:
سنقتحم الجزيرة....
استعد ' إكليل ' لتنفيذ الأمر، ولكن ' الشمالي ' كانت له وجهة نظر أخرى حيث قال:
اقتحامنا الجزيرة يعني الموت الأكيد؛ إنهم جيش كامل ونحن لسنا إلا أربعة مقاتلين!!
قال ' الحكيم ' يكشف عن موقفه:
ههه، تقصد أنكم ثلاثة؛ فأنا لن أتبعكم إلى هناك....
' جُبناء '....
تمتم ' عاصف ' بذلك وهو يُهيئ نفسه للقفز في البحر واقتحام الجزيرة:
سأذهب أنا و ' إكليل ' تستطيعان العودة للجساسة إن أردتما....
قال ' الحكيم ' ليدفع عن نفسه وعن ' الشمالي ' تُهمة الجُبن:
انظر إليهم وانظر إلينا إن الموت سيكون في استقبالنا ما أن نطأ الجزيرة بأقدامنا!!
ثم التفت نحو ' إكليل ' يحثه على الكلام:
قُل شيئًا أنت، صمتك يُظهرنا كالجبناء!!
قال ' إكليل ':
أمر الملك، سأنفذه من غير جِدال....
لم تعجبه الإجابة فرد متوعدًا:
إن سمعتك تقول شيئًا آخر نتفتُ لك ريشك!!
أنت تقرأ
الجَساسة
Romance' بعد تولي عاصف الحكم مع زوجته يواجه عدو خفي يعلم كل خطواته، فهل سيستطيع هزيمة هذا العدو أم أن طيشه سيقوده لحتفه؟ ' ------------------ رواية ' أبَابيل ' الجزء الثاني. ...