بسم الله يلا نبدأ:
' الباب الرابع '
ليلًا وبعد مُضي نصف يوم منذ أن قام ' الحكيم ' و ' الشمالي ' وطائر العنقاء ' إكليل ' بحمل صديقهم عاصف والابتعاد به من غابة 'الأخدود '، قرروا أخيرًا التوقف من أجل أخذ قسط للراحة وللتفكير بالخطوة القادمة....
قال ' الشمالي ' مُقترحًا:
لا نستطيع البقاء مكشوفين هكذا لمدة طويلة، يجب أن نختبئ....
اقترح ' الحكيم ':
ما رأيكم بالذهاب لقرية ' الجساسة ' إن الأهالي هناك يُحبون 'عاصف' ويعتبرونه ابنًا. لهم حيث إنه وُلد ونشأ هناك، وسوف يرحبون باستضافته بينهم....
رد ' الشمالي ':
يجب أن نفكر بمكان آخر....
وأضاف يذكر السبب:
عندما يحتل أحدهم العرش فإن أول ما يفعله هو قتل الملك السابق كي في يضمن أنه لن يحاول استعادة مُلكه؛ لذا فإن ' طاغين ' بالتأكيد سيسعى للتخلص من ' عاصف ' في الأيام القادمة، وستكون 'الجساسة ' هي المكان الأول الذي سيرسل إليه جنوده للبحث عنه فيه....
قال ' إكليل ' مُقترحًا:
ما رأيكم أن نلجأ ' للشيذمان ' ونطلب منه أن يُخبئنا في قريته....
' الشيذمان ' هو زعيم إحدى القبائل الإنسية من ذوات السلالات المتحوّلة، وقد حيكت عنه وعن قبيلته الكثير من القصص الُمخيفة والمرعبة والتي تجعل فكرة اللجوء إليهم ضربًا من الجنون....
قال ' الحكيم ' مُعترضًا:
ولكننا من الإنس أيها الطائر الأبله؛ أي أننا الطعام المفضل لأولئك المتحولين ولو ذهبنا إليهم فإنه سوف ينتهي بنا المطاف في بطونهم بلا شك....
قال ' إكليل ' يُطمئنه:
إن ' الشيذمان ' من أشد زعماء القبائل ولاء لعائلة ' الأباطرة '، وهو لن يخذلنا لو أننا لجأنا إليه....
وماذا لو ذهبنا إلى هناك ولم نتمكن من لقائه هاه؟!....
ولماذا لا نتمكن من لقائه؟!
لأنه ليس فردًا عاديًّا من أفراد القبيلة يا ' إكليل '، إنه زعيمهم ولن تكون فرصة وصولنا إليه سهلة هل فهمت؟!
ولكنها فرصة تستحق المحاولة؛ إنها القرية الوحيدة القريبة من هُنا والقادرة على حمايتنا ريثما يسترد ' عاصف ' قوته وينهض من جديد....
وحل بين الأصدقاء الثلاثة صمت ثقيل؛ فالليل الذي كان يُساعدهم على الاختباء من الجنود سوف ينتهي بعد ساعات قليلة وعندما تُشرق شمس الصباح سيكون حينها من الصعب عليهم مواصلة الاختباء لمدة أطول....
قال ' الشمالي ' حاسمًا الأمر:
أنا أتفق مع رأي ' إكليل '....
اعترض ' الحكيم ':
بل هُناك حل آخر....
لماذا لا نلجأ لقبائل ' الأشاوس ' فهم أقوياء أيضًا وقد ساعدونا في حربنا الماضية ولن يتأخروا بمساعدتنا هذه المرة....
قال ' الشمالي ':
صحيح أن ' الأشاوس ' أقوياء ولكنهم بعيدون جدًّا من هُنا والوصول إليهم سوف يستغرق وقتًا أكثر بكثير من الذي نملكه....
في تلك الأثناء اهتزت الأرض من تحت أقدامهم وشعروا أن هُناك من يقترب منهم حلّق ' إكليل ' مرتفعًا ليرى ما الأمر قبل أن يعود إليهم سريعًا ومعه الأخبار:
إنهم جنود ' طاغين ' وهم قادمون باتجاهنا....
قاموا بحمل ' عاصف ' بسرعة واختبؤوا به بين الأشجار الكثيفة، ريثما يمر الجنود من هناك ويزول خطرهم....
وحين شاهد ' الحكيم ' عن قرب كُل أولئك الشياطين والعفاريت الأقوياء دبّ الخوف في قلبه وشعر بضرورة اتخاذ خطوة سريعة للخروج من ذلك المأزق....
سأل هامسًا بعد أن رحلوا وزال عنهم الخطر:
تلك القبائل المتحوّلة التي يقودها ' الشيذمان ' يا ' إكليل '....
ماذا عنها؟!
هل يتحول أفرادها لقطط؟!
بل لذئاب؛ ولذلك تُسمى قبائل ' الُمستذٌئِبين '....
لنأمل إذًا أن تكون ذئابًا أليفة....
تعاون ' الحكيم ' و ' الشمالي ' في حمل ' عاصف ' وسارا به متجهين غربًا نحو قبائل ' الُمستذٌئِبين '، بينما طائر العنقاء ' إكليل ' يُحلّق على مقربة منهم ويراقب لهما الطريق....
الحمد الله كده خلصنا.
أنت تقرأ
الجَساسة
Romantizm' بعد تولي عاصف الحكم مع زوجته يواجه عدو خفي يعلم كل خطواته، فهل سيستطيع هزيمة هذا العدو أم أن طيشه سيقوده لحتفه؟ ' ------------------ رواية ' أبَابيل ' الجزء الثاني. ...