' شيوخ ' عشائر الدم ' '

530 25 4
                                    

بسم الله يلا نبدأ:

' الباب السادس '

ذلك اليوم كانت ' بَرقاء ' حاضرة الاجتماع بصفتها المستشارة الأولى لوالدها الأمير ' تليد '....

كان الأمير يجلس في صدر القاعة خلف منبر مستدير صنُع من الخشب المعتَّق وابنته ' بَرقاء ' تجلس إلى جواره ثم بقية شيوخ العشائر يتوزعون عن اليمين والشمال....

قال الكهل وهو يقف أمامهم ويوزع نظره عليهم:

إنما أنا لستُ إلا ناصحًا يريد مصلحتكم ولا يرضى أن يراكم تقُاسون الهوان والظلم، ويُصيبكم كُل هذا القحط والجوع والعطش ويسكت....

أنصتوا إليه بآذانٍ صاغية، قال يُكمل حديثه:

إن أفراد عشائركم يفوقون بالعدد أفراد قبائل الُمستذٌئِبين؛ ولذلك فإنه من، الظُّلم أن تتقاسموا مراعي الصيد بينكم وبينهم بالمناصفة، ينبغي أن تُقسّم الحدود من جديد وتأخذوا أنتم الحصة الأكبر....

بدا أن ذلك الحديث قد مسَّ رغبة دفينة في قلوب الشيوخ مما جعلهم يرتاحون إليه ويجدون فيه الذريعة المناسبة للهجوم على قبائل الُمستذٌئِبين وتوسيع حدود مناطق صيدهم....

لكن ' بَرقاء ' كانت لذلك الكهل بالمرصاد حيث قالت:

ولكنك قد أغفلتَ أمرًا هامًّا....

التفتوا إليها فأكملت تقول:

إن الفرد من قبائل الُمستذٌئِبين يفوق حجمه حجم الفرد من عشائرنا ولذلك فإنهم يحتاجون لضعف ما نحتاج إليه من الطعام والشراب وهكذا تكون القسمة بيننا عادلة....

لقد أخمدت ' بَرقاء ' بكلامها ذاك الفتنة وأقنعت شيوخ العشائر بالعدول عن فكرة الهجوم غير أن ذلك الكهل قال بنبرة خبيثة:

كنتُ أريد لعشيرتكِ الخير أيتها المستشارة، ولكن لا عجب في دفاعكِ المستميت عن تلك القبائل وبينهم شخص يُحبكِ وتُحبينه....

عقدت الصدمة لسانها وما عادت تدري كيف ترد، أما والدها الأمير 'تليد ' فقد اعتراه الغضب من ذلك الاتهام الجائر الذي قُذفت به ابنته واكتسى وجهه الأبيض الجميل بلون الدم وقال:

إن كنت ترغب في مغادرة هذا المكان حيًّا فيجدر بك أيها الكهل أن تعتذر عن هذه الكذبة....

أنا لا أكذب اسألها بنفسك لتتأكد أن أردت....

واتجهت أنظار الجميع نحو ' بَرقاء ' وجعلوا ينتظرون دفاعها عن نفسها وحين طال صمتها أكثر مما يحتمل ذلك الموقف الحساس تكلم والدها يحثها على الكلام:

الجَساسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن