بسم الله يلا نبدأ:
' الباب الرابع '
دخلوا القرية وهُم يحملون ' عاصف ' بين أذرعهم بينما ' إكليل ' يطفو في الهواء بجناحيه الطويليّن، ولاحظوا وهم في منتصف القرية أنّ هناك عيونًا تتجسس عليهم وتُراقب تحركاتهم من بعيد....
همس ' الشمالي ' مُحذرًا:
إننا مُراقبون أيها الأصدقاء....
رد عليه ' الحكيم ':
وهل ظننت أنك ستكون حُرًّا داخل قرية الُمستذٌئِبين؟!....
لقد دخلنا هُنا بإرادتنا ولكنني أؤكد لك أننا لن نخرج إلا بإرادتهم....
واصل الأصدقاء سيرهم في طرقات القرية يتبعون همهمات الأصوات التي تترامى لأسماعهم حتى وصلوا لساحة واسعة وهناك شاهدوا الكثير مُجتمعين أمام كوخ من أفراد القبيلة وقد كانوا في هيئتهم البشرية خشبي كبير وقد عرفوا من خلال ضخامته بالمقارنة ببقية الأكواخ المجاورة له أنه كوخ زعيمهم ' الشيذمان '....
ولأن ' الشمالي ' يُدرك أن هُناك من قد يُهاجمهم في أي لحظة، فإنه هم بالكشف عن سبب قدومهم قبل أن يفوت الأوان فصاح قائلًا:
أيها السادة....
وحين التفت أفراد القبيلة نحوه أكمل يقول وهو يُمسك بيد الحكيم ويرفعها عاليًا:
لقد جلبنا لكم حكيمًا بارعًا مُتمكنًا في المداواة ليُعالج ' الشيذمان ' من مرضه!!
همس ' الحكيم ' في أذنه وهو ينتزع يده ويَخفضها:
أيها الأبله!!....
يجب أن أعرف أولًا ممَّ يُعاني زعيمهم ثم أرى أن كنتُ أستطيع علاجه أم لا....
خرج من الكوخ الخشبي شاب نبيذيّ البشرة يُدعى ' أَوس ' وقد كان فارع الطول عريض الصدر لا يضع شيئًا فوق جسده المفتول بالعضلات والممتلئ بالوشوم إلا إزارًا قصيرًا يلفه حول خاصرته المنحوتة....
كان ' أَوس ' ذا ملامح حادة التقاطيع ولديه شعر أسود طويل مشدود للخلف فيما يُشبه ذيل الحصان وتتدلى على جبينه العريض غُرة بيضاء ما أن شاهدها الأصدقاء حتى عرفوا من خلالها أنه هو نفسه ذلك الذئب ذو الغُرة البيضاء الذي اعترض طريقهم عند حدود القرية:
أحقًّا تستطيع علاج والدي؟!
' سافحصه أولًا ثم أرى.... '
كانت هذه هي الإجابة التي أعد ' الحكيم ' نفسه لقولها، إلا أنه بسبب الرهبة والارتباك وجد نفسه يقول:
أنت تقرأ
الجَساسة
Roman d'amour' بعد تولي عاصف الحكم مع زوجته يواجه عدو خفي يعلم كل خطواته، فهل سيستطيع هزيمة هذا العدو أم أن طيشه سيقوده لحتفه؟ ' ------------------ رواية ' أبَابيل ' الجزء الثاني. ...