' طبول الحرب '

891 36 1
                                    

بسم الله يلا نبدأ:

' الباب الثاني '

قبل بزوغ الفجر بساعات قليلة كان الجميع يجلسون حول طاولة حجرية كبيرة منصوبة في إحدى قاعات القصر بانتظار قدوم الملك للبدء برسم الخطة....

لحظات ثم يُفتح باب القاعة ويدخل ' عاصف ' القاعة وقد كان 'أيوب' يسير إلى جواره بينما طائر العنقاء ' إكليل ' يطفو في الهواء فوقهما....

جلس فوق كُرسي مُنتصب عند قمة الطاولة بعد أن نزع عن رأسه الخوذة ووضع جانبًا الترس الحديدي الذي كان يُمسكه والأشبه بصدفة سُلحفاة كبيرة....

نهض أحد كّبراء عائلة ' الأباطرة ' واسمه ' بركام ' وقام باستعراض رقعة جلدية قديمة مرسوم عليها بحبر أسود متآكل خريطة مملكة ' أبابيل ' وقال:

سننزل بالجيش كله لملاحقة الأعداء....

وأضاف متوعدًا:

وسوف نحرق كُل شجرة يختبئون خلفها، ونُدمر كُل قرية أو بيت أو رقعة أرض يقفون عليها....

لم يكن ' الأباطرة ' معتادين على التعامل مع الحروب الداخلية؛ لذلك فإن خطة الأرض المحروقة التي وضعوها لم تكن جيدة بما فيه الكفاية لضمان نجاح المهمة وهذا ما دفع ' أيوب ' لأن يعترض:

هذه الخطة مليئة بالثغرات....

التفتت رؤوس الجن نحوه فقال لهم موضحًا:

نحن نواجه عدوًّا ينتشر فوق أرضنا، وهذا يعني أننا سوف نتقاسم معه ألم كُل ضربة نوجهها إليه....

في تلك اللحظة اقتحمت عليهم الاجتماع الجنية ' سُندس ' وقد بدا. وجهها الطويل الُمجعد غاضبًا لأنها ورغم كونها من أحد كّبراء العائلة إلا أنها لم تُستدعَ للحضور...

علّقت بنبرة صوت من جاء يبحث عن المشاكل:

انظروا إلى أين وصل بكم الذُّل والعار يا كُبراء ' الأباطرة '، لم يكن ينقصكم إلا بشريَّ أسود حقير يعترض على كلام أسياده الجن ويضع لكم خططًا تسيرون عليها!!

ضرب ' عاصف ' الطاولة الحًجرية بقبضة يده ليمنع اللغو في ذلك الكلام، ثم قال وهو يتفادى النظر لوجهها ولكن من الواضح أنه كان يعنيها بكلامه:

من يرى أنه يشعر بالذل والعار، يستطيع مغادرة هذا المكان....

لم تُغادر ' سُندس ' بل انتبذت لها كرسيًّا حول الطاولة الصخرية وجلست عليه، وقد بدت أنها ستفتش طوال فترة حضورها عن المزيد من المشاكل....

الجَساسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن