بسم الله يلا نبدأ:
' الباب السابع '
صباحًا وفي قمة الجبل حيث الكوخ العتيق الغاطسة أساساته في أكوام الثلج كان ' عاصف ' يجلس بالقرب من المدفأة والعرّافة 'سِربيل ' تجلس متربعة أمامه:
ما الذي تشعر به في هذه اللحظة؟!
يائس أيتها العرّافة....
ممزق محطم وكئيب وكأن أحزان العالم كلها اختارت أن تبني لها أعشاشًا في صدري وتسكنه للأبد....
ماذا أيضًا؟!
....
تكلم....
وبماذا سيُفيد الكلام؟!
سيُخفف حرائقك؛ فالكلام الذي نُخبئه يحرقنا من الداخل....
لكنه لا يُعيد لنا الذين رحلوا.. أليس كذلك؟!
ثم قال حين طال صمتها ولم تُجب عليه:
أيتها العرّافة إنه من الأدب أن نلتزم الصمت، عندما نعلم جيدًا أن الكلام لن يُفيد بشيء....
وأضاف بعد لحظات من الصمت الُمتبادل:
الذين حاولوا أن يُخففوا عنّا وقالوا بأن كل شيء سيمضي....
لم يقولوا لنا إن هُناك أشياء ستبقى عالقة فينا للأبد، وأشياء لن تمضي قبل أن تقتل بداخلنا كُل الذرائع التي كنا نحيا من أجلها....
وأردف معترفًا:
أنا لم أطمح يومًا بالملك....
كُل ما كنت أحلم به هو منزل صغير منسي أعيش فيه مع زوجتي وطفلتي، وأستيقظ فيه كُل صباح على رائحة الحليب والخُبز ونقرات المطر وهو يطرق زجاج نافذتي....
ثم تنهد وهو يُضيف:
ولكن يبدو أن هذه الحياة يلَذُّ لها أن تطحن قُلوب الطّيِبين أمثالنا،
وتبعثر أحلامهم البسيطة....قالت العرّافة:
' في هذه الحياة ستواجه الكثير من المعارك اليومية ولكن معركتك الأهم ستكون تلك التي تخوضها مع ذاتك؛ لتُبقي فيها قلبك سليمًا وسط كُل الدمار الذي يحدث من حولك.... '
صمتت قليلًا ولكن بدا أن كلامها لم ينتهِ بعد فقالت:
أحزانك يا ولدي....
ما بها؟!
إنها عورتك ويجب عليك أن تسترها ولا تكشفها لأحد....
أنت تقرأ
الجَساسة
Romance' بعد تولي عاصف الحكم مع زوجته يواجه عدو خفي يعلم كل خطواته، فهل سيستطيع هزيمة هذا العدو أم أن طيشه سيقوده لحتفه؟ ' ------------------ رواية ' أبَابيل ' الجزء الثاني. ...