' الغريب '

662 30 0
                                    

بسم الله يلا نبدأ:

' الباب الثاني '

هُناك بعيدًا بين صفوف القوات الُمرتزقة:

انتشرت شائعة قوية لا أحد يعلم مصدرها تقول إن الملك ' عاصف ' سوف يعبر بعد ساعات قليلة من منطقة في الشمال تُدعى ' مزَار الشُّهب '....

وسيكون برفقته فصيل مُصغَّرٌ من الحراسة....

وسرعان ما ابتلع الأعداء الطُّعم حيث وجد قائدهم الأكبر وهو عفريت من الجن يُدعى ' هآمان ' أنها فُرصة سانحة للقضاء على الملك ونيل الجائزة الكبرى التي وُضعت على رأسه....

فقام باستدعاء جميع القوات الُمرتزقة الموجودة فوق أراضي 'أبابيل' وحين اجتمعوا أمامه فإنه رفع يده عاليًا كإشارة ليحظى بها على انتباههم ثم صرخ يُذكرهم بالجائزة:

رُقعة أرض واسعة من أراضي ' أبابيل ' تكون مُلكنا للأبد ومعها خمسة جبال من الفضة والذهب....

وأضاف بصوت أعلى:

استعدوا أيها الأقوياء سنعترض موكب عاصف ونقضي عليه!!

ارتجَّ المكان من هُتافات المقاتلين الُمرتزقة الذين صرخوا بكل قوتهم وهم يدكون الأرض بأقدامهم دكًا دلَّ على الحماس الذي دبَّ في أفئدتهم....

غير أنهم قبل أن ينطلقوا بلحظات قليلة من هناك سمعوا وقع أقدام تقترب منهم وحين التفتوا نحو مصدر الصوت شاهدوا رجلًا غريبًا يسير باتجاههم....

كان ذلك الغريب يُخفى ملامحه خلف لثمة من القماش ويرتدي أسمالًا جلديّة ضيقة أبرزت تحتها تفاصيل جسد صلب بدا وكأنه تُحت من الصخر....

وقف أمام قائدهم، وقال له ناصحًا:

' إنه فخ.... '

ورغم أن القائد ' هآمان ' كان يقود قُرابة الخمسة والأربعين ألف مقاتل مرتزق إلا أنه لم يتجرأ على التقليل من شأن ذلك الغريب وجعل ينظر إليه بحذر ومهابة؛ فقد كان للغريب هالة زرقاء قوية تُحيط به تجعله يبدو كعدو خطير جدًّا....

سأله ' هآمان ':

وما أدراك أنه فخ؟!!

أجابه الغريب:

أنا أعرف كُل شيء....

كان صوته رصينًا ثابتًا ينفذ إلى القلب فيهزه ويزعزع أركانه؛ الأمر الذي دفع ' هامان ' إلى أن يُرخي نبرة صوته وهو يطرح السؤال التالي:

وبماذا تشير علينا إن كنت تعرف كُل شيء كما تقول؟!

قال الغريب بصوت أسمع به الجميع:

إنكم تفعلون ما تفعلونه للحصول على رُقعة أرض بسيطة في 'أبابيل' وخمسة جبال من الفضة والذهب....

وإنكم لسرعان ما تتزاوجون فيكثر نسلكم ويزداد عددكم فتضيق بكم أرضكم وينتهي كنزكم فتعودون لحياة الفقر واللصوصية....

وأضاف يشير عليهم بصوت كُله حماس:

ولكن أن تتبعوني أعدكم أن تُصبح ' أبابيل '....

كُل ' أبابيل ' بعرشها وكنوزها وشعبها وسمائها وأراضيها مُلكًا لكم!!

لقد تركت كلماته تلك أثرًا عظيمًا في نفوس الُمستمعين إليه ولكن كان من الصعب عليهم اتباع شخص لا يعرفون عنه شيئًا....

فقال ' هآمان ' متسائلًا بالنيابة عن الجميع:

كيف نثق بك ونحن نراك لأول مرة؟!

ابتسمت لهم عيناه الزرقاوان من خلف اللثمة، وهتف بصوتٍ عالٍ كما لو أنه أراد أن يُذكرهم بهويته قبل أن يكشف لهم عنها:

' أنا الرب.... '

ثم قام بانتزاع اللثمة عن وجهه وما أن شاهدوا تلك الملامح والتقاطيع الجميلة حتى بدؤوا يتهامسون فيما بينهم وبين بعضهم في ذهول أقرب لعدم التصديق بعبارات مثل:

' انظروا....

' ناب الفيل '....

إنه هو....

لقد عاد.... '

وحين تحقق الجميع من هوية مُحدثهم، فإنهم خروّا له ساجدين تباعًا كأحجار دومينوا متساقطة وهم يُرددون هذه العبارة بصوت واحد وبتسليم كامل وطاعة مُطلقة:

' نتبعك، نتبعك يا ' طاغين '.... '

الحمد الله كده خلصنا.

الجَساسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن