' أيوب '

471 27 0
                                    

بسم الله يلا نبدأ:

' الباب الثاني '

صرخ ' أيوب ' على من تبقى من فرسان الفصيل؛ كي يبث فيهم روح القتال المطلوبة التي سوف تُبقيهم صامدين لفترة أطول ريثما يتأكد أن ' عاصف ' قد ابتعد وأصبح في منطقة آمنة:

' قاتلوا بكل قوتكم ولا تهابوا الموت؛ من يُمت في سبيل أرضه يبقَ حيًّا في السماء!! '

وحين أدرك ' أيوب ' بعد مرور بعض الوقت أن النهاية اقتربت فإنه تراجع لداخل الحلقة الدفاعية، ورفع رأسه للأعلى ينظر نحو طائر العنقاء الذي كان يُشكل غطاءً جويًّا جيدًا لفرسان الفصيل حيث إنه كان يمنع أي مقاتل من صفوف الأعداء من القفز فوقهم واختراق الحلقة الدفاعية:

' إكليل '، انزل إلى هنا....

يعلم ' أيوب ' أن هناك خلافًا كبيرًا بين ' عاصف ' وصديقيّه ' الحكيم ' و ' الشمالي ' لكنه يدرك جيدًا أن الأصدقاء يُلقون بخلافاتهم ومهما كبرت تحت أقدامهم عندما يلمحون اقتراب الخطر:

اذهب ' للجساسة ' وأخبر ' الحكيم ' و ' الشمالي ' بكل ما حدث مع 'عاصف ' بسرعة....

امتثل طائر العنقاء للأمر وحلّق مبتعدًا قاصدًا قرية ' الجساسة '....

في معركة ' مزَار الشُّهب ' قاتل ' أيوب ' بشجاعة منقطعة النظير وقتل الكثير من القوات الُمرتزقة، قبل أن ينقض عليه ' طاغين ' من الخلف بسرعة خارقة موجهًا إليه طعنة غادرة مميتة....

ورغم أن الطعنة كانت موجعة إلا أن ' أيوب ' لم يصرخ متألمًا بسببها بل جثا على ركبتيه مُبتسمًا....

' لقد ابتسم وذلك لأنه حين رفع رأسه ونظر للسماء للمرة الأخيرة لمح بارق ثغر صديقيه ' جومانا وبحر ' وقد كانا يُرحبان بقدومه....'

كان ' عاصف ' وقتها يواصل هُروبه ممتطيًا صهوة حصانه الُمجنح عندما تحولت السماء فجأة وبدون سابق إنذار لغيوم سوداء كثيفة! وبدأت تعطل مطرًا جنائزيًّا فوق رأسه؛ فعرف أن صديقه ' أيوب ' قد؛ مات....

واصل هروبه ودموعه تختلط بالمطر الُمتساقط فوق خديه....

أما ' طاغين ' فإنه بعد الانتهاء من قتل آخر فارس من فرسان الفصيل الثلاثة وسبعين فإنه التفت لجُنة ' أيوب ' الُملقة على الأرض؛ واقترب منه ثم انحنى عليه برفق لا يتوافق مع طبيعته القاسية المعروفة....

أغلق عينيه براحة يده وأمر بعضَ مقاتليه قائلًا:

احفروا له قبرًا يليق به؛ لقد قاتل بشجاعة تستحق الاحترام....

حفر له الجن قبرًا كبيرًا وأنزله ' طاغين ' للقبر بنفسه ثم أهالُوا التراب عليه وحين انتهوا من ذلك التفت ' طاغين ' لمقاتليه وصرخ فيهم باثًّا الحماس لقلوبهم:

' أأنتم مستعدون للجلوس فوق عرش ' أبابيل '؟!! '

تعالت أصوات المقاتلين في حماسة عالية مؤكدين له ذلك، فقال والشرر يتطاير من عينيه:

لنتجه الجزيرة ' الأرباب ' إذًا....

الحمد الله كده خلصنا.

الجَساسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن