بسم الله يلا نبدأ:
' الباب الأول '
لقد كانت رائحة ذلك القادم غريبة وكان يملك هالة خطيرة شديدة القوة؛ لهذا شعر الجميع أن ثّمة خطرًا ما يقترب منهم فتأهبوا للتصدي له إلا أن صديقيّ ' عاصف ' ' الحكيم والشمالي ' حين نظرا باتجاه طائر العنقاء ووجداه هادئًا بينما كان يستريح فوق غصن الشجرة؛ عرفا أن القادم المجهول ذاك ليس عدوًّا وإنما جاء بناء على طلب الملك، وإلا لكان طائر العنقاء هو أول من توثب للهجوم عليه....
لحظات ثم تظهر لهم من بين الأشجار امرأة طاعنة في السن ذات؛ قوام نحيل ووجه لا يزال يحتفظ بملامح جمال غابر تملك عينيّن زيتونيتيّن أشبه بحقول أشجار زيتون مهجورة ولديها شامة تُشبه القمر ترتسم على جبينهاوالطويل إنها ' سِربيل ' عرافة مملكة 'أبابيل'....
لم يُخرج أحد منهم همسًا ولكن وجوههم أفصحت عمّا يدور داخل نفوسهم، إنهم يتساءلون عن سر حضور العرّافة لاجتماعهم السريّ ذاك تقدمت العرّافة حتى وقفت مقابل الملك وسألته:
أأنت متأكد مما تريد فعله؟!
لو لم أكن متأكدًا لما طلبتُ منكِ القدوم....
حسنًا، أحضرها لي إذًا....
حمل ' عاصف ' ابنته من فوق الصخرة ووضعها برفق بين يدي العرّافة فما أن أحسّت الطفلة بأنها استقرّت بين يدَي شخص غير مألوف بالنسبة لها حتى تغضن وجهها وأوشكت على البكاء إلا أن والدها مسح بيده على رأسها وهمس يُطمئنها:
لا تخافي، أنا هنا معكِ يا صغيرتي....
وبالرغم من أنها كانت أصغر سنًا من أن تفهم ما قيل لها للتو إلا أن صوت والدها الدافئ كان كفيلًا بأن يُهدئ من روعها، ويُنزل السكينة على قلبها....
بدأت العرّافة بفعل ما جاءت من أجله فقرّبت فمها من عند أُذن الطفلة وجعلت تُتمتم عليها بكلمات ذات نطق غريب وذات معنًى غير مفهوم....
فهمست الوزيرة ' خيزران ' التي فطنت لما كانت العرّافة تقوم به:
رباه، إنها تُلقي عليها تعويذة ' المروج '!!
سألها ' الشمالي ':
وماذا من شأنها أن تعمل تلك التعويذة؟!
يريد ' عاصف ' أن يتأكد مما إذا كانت ابنته هجينة مثله أم لا....
تدخل ' أيوب ':
ليس هذا بالتحديد ما جئناكِ من أجله يا ' سِربيل '....
قالت وقد نفد صبرها:
أنت تقرأ
الجَساسة
Romance' بعد تولي عاصف الحكم مع زوجته يواجه عدو خفي يعلم كل خطواته، فهل سيستطيع هزيمة هذا العدو أم أن طيشه سيقوده لحتفه؟ ' ------------------ رواية ' أبَابيل ' الجزء الثاني. ...