بسم الله يلا نبدأ:
' الباب الخامس '
طارت بها ' جومانا ' شمالًا عبر طبقات الجو العُليا وصولًا لمنطقة في عرض البحر، استطاعت ' سرابي ' فيها أن تلمح قاربًا شراعيًا يطفو بسلام مقتربًا من ضفة يابسة مجهولة....
بدا القارب من بعيد في بداية الأمر ألّا أحد على متنه ولكنها عندما اقتربت منه أكثر فإنها شاهدت طفلة تبكي في جوفه فهتفت:
' إنها ابنتي!! '
ولفرط لهفتها عليها فإنها نست حقيقة كونها روحًا أثيرية ومدت يديها لتحملها وتضمها إليها، غير أنها لم تستطع لمس جسدها المادي فالتفتت تسأل ' جومانا ':
لماذا لا أستطيع لمسها؟!
لأنكِ روح....
أحزنها ذلك ولكنها سرعان ماتفهمت الأمر....
وجعلت تراقب بعينيها القارب الشراعي إلى أن رسا أخيرًا على اليابسة واستقر مكانه فسألت:
ما هذا المكان الذي وصل إليه القارب؟!
إنها إحدى ممالك العالم العُظمى وتدعى ' ممالك التنين '.
وابنتي ما الذي سيحدث لها هُنا؟!
إنها بأمان الآن ولكنها بحاجة ماسة للطعام....
ثم أردفت:
لقد بقيت ابنتك مدة طويلة في عرض البحر وإن كانت قد صمدت إلى الآن فهذا لأنها هجينة ولديها قوة خاصة....
ولكنها لن تحتمل الجوع أكثر....
ثم أضافت كما لتستفز فيها طاقة التحدي:
ابنتكِ سوف تهلك هُنا وحيدة وأنتِ لن تستطيعي إنقاذها؛ فأنتِ في نهاية المطاف لستِ إلا روحًا أثيرية لاحول لكِ ولا قوة....
قالت ' سرابي ' والتحدي يلمع في عينيها:
' طالما أني أتنفس، فالوقت لا يزال مبكرًا على الاستسلام أو إعلان الهزيمة.... '
ثم ارتفعت في الجو قليلُا وتلفتت تبحث عن وسيلة تُساعد بها ابنتها فوجدت رجلًا اسمه ' غيَاث ' يجلس فوق صخرة مرتفعة في الجهة الأخرى من الشاطئ وقد بدا أنه كان يستمتع بحرارة ضوء الشمس وهو يصيد السمك وبرفقته كلبه الأسود الضخم ذو الفرو الكثيف والذي تُميزه ندبة متعرجة على عينه اليُسرى تُشبه خط الرعد....
ورغم أن ' غيَاث ' كان قريبًا نسبيًّا من المكان الذي رسا فيه القارب الشراعي إلا أنه بسبب هدير الأمواج والصوت المرتفع للهواء فإنه لم يكن بوسعه سماع استغاثات الطفلة....
أنت تقرأ
الجَساسة
Lãng mạn' بعد تولي عاصف الحكم مع زوجته يواجه عدو خفي يعلم كل خطواته، فهل سيستطيع هزيمة هذا العدو أم أن طيشه سيقوده لحتفه؟ ' ------------------ رواية ' أبَابيل ' الجزء الثاني. ...