' طاغين '

552 26 1
                                    

بسم الله يلا نبدأ:

' الباب الخامس '

كان جزء كبير من القصر قد تدمر بسبب الخراب والحريق، وأغلب الذين كانوا مُحصنين بداخله إما ماتوا تحت أنقاض السقوف المتساقطة أو حرقًا بالنار أو اختناقًا بدخان اللهيب....

اقترب ' هآمان ' من سيده ' طاغين ' وقال:

سيدي لقد تدمر أغلب القصر ومات كُل من كان يتحصن بداخله....

وأردف قائلًا:

ومقاتلينا يتلهفون لدخوله....

مُرهم بالدخول من بوابات متفرقة ودع الكتائب الأقوى تسير خلفي....

سوف نذهب لاستلام العرش....

فُتحت البوابات ليدخل منها ' طاغين ' وآلاف من المقاتلين الذين لم يتخيلوا أبدًا حتى في أكثر أحلامهم تفاؤلًا أنه قد يأتي عليهم يوم وتطأ أقدامهم بلاط قصر ' أبابيل '....

تقدم ' طاغين ' من خلال ردهات القصر الواسعة متجهًا نحو قاعة الُملك، وأثناء تقدمه للأمام كانت ذاكرته تعود به للوراء للزمن الذي كان فيه طفلًا يعيش وسط عائلة سعيدة من الجن مكونة من أربعة أفراد:

' هو ووالدته ووالده وأخته التي تكبره بعام.... '

إنه ورغم السنين الطويلة التي تفصله عن تلك الأيام إلا أن هُناك ذكرى وحيدة كان لا يزال بوسعه تذكرها بشكل دقيق إنها صوت طرقات الباب تلك التي اختلف بعدها كُل شيء:

ففي أحد الأيام وبينما كانت العائلة السعيدة في البيت إذ تناهى إليهم صوت طرقات على الباب فنهض الطفل ' طاغين ' من مكانه ونهضت معه أخته الطفلة ' تاج ' وكل واحد منهما يُغالب ضحكاته يُريد أن يفتح الباب أولًا....

آمرًا ولكن قبل أن يتخطيا عتبة باب الغرفة جاء صوت والدهما 'مِعراج' آمرًا:

' طاغين '، ' تاج ' لا تفعلا!!

ارتمى الصغيران لا شعوريًّا في أحضان والدتهما ' عاصية ' والتفتا ببراءة الأطفال نحو والدهما في تعجب وغرابة وهما لا يعلمان أي ذنب اقترفاه كي يستحقا منه تلك الصرخة الغاضبة:

ابقيا مكانكما....

قال وهو ينهض:

أنا سأرى من الطارق....

لم يستطع ' طاغين ' الذي لم يتجاوز وقتها الثامنة من عمره أن يمنع نفسه من اختلاس النظر وترقب ما الذي سيحدث عند باب البيت....

الجَساسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن