' الناجية الوحيدة '

499 29 0
                                    

بسم الله يلا نبدأ:

' الباب الثامن '

بالقرب من مدفأة الكوخ جلست الوزيرة ' خيزران ' تأكل بعضَ الطعام....

بينما مكث كُل من ' عاصف ' والعرّافة و ' الشيذمان ' في انتظارها حتى تفرغ من تناول طعامها، وحين انتهت سألها ' عاصف ':

أخبرينا كيف استطعتِ النجاة؟!

بدأت ' خيزران ' برواية القصة منذ لحظة الهجوم على الجزيرة:

استطاع فيلقنا في البداية التصدي لهم ومنعهم من تخطي حدود الشاطئ....

ولكنني كنتُ أعلم أن جنودنا لن يستطيعوا المقاومة لوقت أطول لذلك أعطيتُ أمرًا لحامل البوق أن يأمرهم على الانسحاب للقصر.. انقسم الفيلق لفئتين....

فئة انسحبت وفئة ظلَّت تقاتل لحماية ظهور الفئة المنسحبة....

كانت الوزيرة متأثرة بفضاعة الأحداث فلم تستطع رواية القصة بسلاسة وسهولة؛ لذلك تكلمت العرّافة بدلًا عنها وقد استنتجت ما حدث:

استطاع ' طاغين ' أن يغلب تلك الفئة ثم تقدم بقواته وحاصركم في القصر، وكنتِ تعتقدِين أن الأسوار والأبواب الملعونة بطلاسم 'الأباطرة ' ستكون كفيلة بحمايتكم منه أليس كذلك؟!

هزت ' خيزران ' رأسها بأسف وهمست:

لم أكن أعتقد أنه سوف يشعل النار في القصر....

انفعلت العرّافة وقد أغضبها ذلك الخطأ العسكري الفادح:

كيف يصدر عنكِ هذا الخطأ وأنتِ من أكثر الوزراء ذكاءً؟!

كان يجب عليكِ أن تُدركِ أن فيلقكِ هو الخط الدفاعي الأخير 'لأبابيل' كان يجب عليكِ أن تثقي بجنودك وتقاومي حتى النهاية....

سكتت الوزيرة قليلًا قبل أن تبرر بندم:

لقد خفت على الملكة والأميرة الصغيرة، وكنت أريد حمايتهما....

سألها ' الشيذمان ':

وكيف نجوتي منه ولم تلقَي حتفكِ مع بقية جنود الفيلق؟!

لقد اختبأت أسفل الجثث التي ماتت حرقًا، فمضت قوات ' طاغين ' من جواري ولم ينتبهوا إليَّ....

وحين حانت الفرصة المناسبة أزحت الجثث من فوقي وهربت....

وأين كنتِ طيلة الثلاث أعوام الماضية؟!

في البداية لم أكن أعرف أين أذهب لقد ظننت أن ' طاغين ' قتل الجميع؛ لذلك غادرت ' أبابيل ' حتى تهدأ الأوضاع ثم عدتُ إليها متسللة....

وقصدتُ كوخ العرّافة كي أطلب منها النصيحة فيما يجب عليّ فعله وهكذا وجدتكم هنا....

أراد ' الشيذمان ' أن يوجه إلينها سؤالًا آخر لكن ' عاصف ' منعه بإشارة من يده وقال:

دعونا لا نرهقها بالأسئلة، يجب أن تأخذ ' خيزران ' قسطًا من الراحة....

نظرت الوزيرة إليه وهمست بحياء ودمعة الألم تفيض من عينيها:

آسفة لقد خيبتُ ظنَّك فيّ، أرجوك اغفر لي....

هو يعلم أنها أخطأت حين أمرت جنود الفيلق بالانسحاب وأنه كان يتوجب عليها الثبات لآخر مقاتل ولكن ما يُعزيه في الأمر هو أنها فعلت ذلك خوفًا على زوجته وابنته ورغبة منها في حمايتهما....

قال:

لا داعي للاعتذار لقد فعلتِ ما فعلتِه لأنكِ كنتِ تظنينه صوابًا....

وأضاف وهو يُربت على يديها:

أعدكِ أننا سننتقم منه عندما يحين الوقت المناسب....

قالت الوزيرة ' خيزران ' وقد التمع وجهها:

وهذا ما جئتُ لكوخ العرافة أطلبها النصيحة من أجله....

ثم صمتت قليلًا قبل أن تكشف عن مفاجئتها:

' لدي خطة أكيدة سوف تجعلنا ننتقم من ' طاغين '.... '

الحمد لله كده خلصنا.

الجَساسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن