بسم الله يلا نبدا:
' الباب الأول '
بعد مُنتصف الليل بقليل يُفتح الباب الكبير للجناح الملكي، ويخرج منه رجل أسود ضخم الجثة حاد الملامح يحمل بيده سراجًا تنبعث منه إضاءة خافتة تُعينه على الرؤية:
إنه أمين سر القصر ' أيوب ' وهو ذاهب الآن لتنفيذ المهمة السريّة التي أوكلها إليه ملك مملكة ' أبابيل '....
بخطواته المتمهلة الثابتة تجاوز ' أيوب ' البوابة الخارجية لباحة القصر وواصل سيره في الطرقات الضيقة المظلمة لجزيرة ' الأرباب ' حتى وصل كوخًا خشبيًا عتيق وطرق بابه....
فتحت له الباب الجنية ' الوزيرة خيزران ' وما أن رأته أمامها حتى ارتسمت في عينيها نظرة قِلقة وأدركت أنّ هناك أمرًا هامًّا دفع أمين السر للقدوم إليها في مثل ذلك الوقت المتأخر من الليل:
ماذا هناك؟!
الملك....
ما به؟!
يطلب رؤيتكِ....
قال أمين السر ذلك بصوته الابح والأشبه بهمهمة ذئب عجوز، ثم استدار وسار مبتعدًا دون أن يخبرها عن السبب الذي تم استدعاؤها من أجله فسألت:
ألم يخبرك عن السبب؟!
أجاب دون أن يلتفت لها:
اتجهي لباحة القصر، وهُناك ستعرفين....
هتفت:
وأنت أين ستذهب؟!
قال وهو يغوص في عُمق الظلام:
لاستدعاء البقية....
لم يكن الأمر يحتمل المماطلة أو التأخير؛ لذا فإنها اتجهت نحو باحة القصر وقد غاب عن بالها أن تُبدل اللباس الشفاف القصير الغير اللائق الذي كانت ترتديه....
حين وصلت هُناك وجدت أمامها رهطًا كبيرًا من كُبراء عائلة 'الأباطرة' الملكية وقد استطاعت أن تلمح بينهم شخصًا كان من أشد الأصدقاء قربًا للملك إنه ' الحكيم ' ومن المؤكد أنه كان يعرف شيئًا بخصوص ذلك الاجتماع....
دنت منه وسألته:
ما الذي بظنّك يريده منَا الملك الآن؟!
متجاهلًا جدية الموقف علّق ' الحكيم ' بسخرية كعادته وهو يطيل النظر بشهوة، لتفاصيل جسدها الفاتن من خلال لباسها الشفاف القصير:
أنت تقرأ
الجَساسة
Romance' بعد تولي عاصف الحكم مع زوجته يواجه عدو خفي يعلم كل خطواته، فهل سيستطيع هزيمة هذا العدو أم أن طيشه سيقوده لحتفه؟ ' ------------------ رواية ' أبَابيل ' الجزء الثاني. ...