بسم الله يلا نبدأ:
' الباب الأخير '
زالت رائحة الياسمين....
وانتشرت في الهواء رائحة الدماء ولكن الغريب في الأمر هو أن 'عاصف ' كان لا يزال يستطيع الشعور بكل شيء حوله....
ورغم إدراكه بأنه لم يمت وأنه ما زال حيًّا إلا أنه راح يتلَمَّس رأسه وعنقه بيديه الاثنتين كما ليتأكد أكثر من أن كُل شيء كان في مكانه الصحيح....
' استشعر أجساد الشياطين من حوله فوجدهم ماتواكلهم واستشعر أيضًا جسد ' خيزران ' وأدرك أنها ماتت مقتولة عند قدميه.... '
واستطاع وهو في غمرة ذهوله وتساؤلاته العديدة أن يستشعر وجود ثلاثة أشخاص يقفون على ظهور أحصنتهم بالقرب منه وأدرك في نفسه أنهم من أنقذوه في اللحظة الأخيرة....
ترّجل أحد أولئك الأشخاص عن ظهر حصانه واقترب....
وحين بات يقف بالقرب منه عرف من خلال هالتها القوية جدًّا أنها 'فتاة ساحرة '....
هو لم يكن واثقًا من هوية الفتاة الساحرة ولكنه كان يعرف هدير تلك الأنفاس جيدًا، فزادت نبضات قلبه دقًّا وقرعًا وهزًّا وكأن الروح لتوها قد عادت إليه....
أراد أن يسألها عن هويتها ولكنه تردد للحظة؛ لقد خاف أن يسأل فتكذب إجابتها ذلك الوهم اللذيذ في قلبه ولكنه بعد لحظات تشجع وسأل:
من أنتِ؟!
' غيمتُك الُممطرة عندما تجف كُل بحور الأرض، ويهلك جميع من في العالم عطشًا.... '
همست له بذلك ثم وفاء لوعدها حين قالت له ذات مرة:
' إن عدت سأُعطيك قبلة.... '
فإنها أمسكت وجهه الذابل الُمرهق المذهول بيديها ووضعت شفتيها على شفتيه وجعلت تُقبله بكل شغف كما لو أن الأشباح كانت تطاردها وكانت تلك القُبلة هي قبلتها وأمان قلبها وقُبتها وملاذها الأخيرة للنجاة....
وحين أنهت القُبلة وتراجعت عنه خطوة للوراء، حدث له شيء غريب جدًّا:
' لقد زال عن عينيه الكفاف وارتد إليه بصره.... '
فنظر أمامه بدهشة لا نهائية....
لم يكن مدهوشًا لأنه أصبح يرى بل لأنه رأى أمامه تلك الفتاة....
كانت زاهية ومشعة ومتوهًّجة كأول يوم قال فيه الرب للشمس كوني، فتكونت وتولد ضوئها ثم أشرقت تطرد عن الأرض بردها وظلامها وضباب موتها وتغرس فيها الدفيء والنور وشتلات الحياة....
تمتم قائلًا بعدم تصديق:
' سرابي ' ؟!!! '
الحمد لله كده خلصنا.
أنت تقرأ
الجَساسة
Romance' بعد تولي عاصف الحكم مع زوجته يواجه عدو خفي يعلم كل خطواته، فهل سيستطيع هزيمة هذا العدو أم أن طيشه سيقوده لحتفه؟ ' ------------------ رواية ' أبَابيل ' الجزء الثاني. ...