' السجن '

448 24 2
                                    

بسم الله يلا نبدأ:

' الباب الخامس '

أخذ السحرة ' سرابي ' وأودعوها قفصًا ضيقًّا أشبه بأقفاص الحيوانات فكانت وهي بداخله بحاجة لأن تضم قدميها طوال الوقت لصدرها كي تتسع لها حدود المكان....

وبعد أن أودعوها القفص فإنهم غادروها كُلهم إلا ساحرًا منهم استطاع أن يُغافلهم ويبقَى هناك لحاجة في نفسه....

وجعل ذلك الساحر يقترب بخطوات حذرة حتى إذا أصبح قريبًا منها همس قائلًا:

سيدتي....

التفتت إليه بالقدر الذي تتيح لها مساحة القفص الضيقة بالالتفات وحين نظرت إليه تذكرته....

إنه ذلك الساحر نفسه الذي عندما كان بقية السحرة يرغبون بالتمتع بجسدها قال لهم:

' ولكننا قد نُغضب سيدنا ' طاغين ' بهذا الأمر؛ فربما أراد هو أن يتمتع بها أولًا....

ما رأيكم أن نأخذها إليه ونستأذنه....

فإن أذن لنا فعلنا....

وإن رفض نكون قد اتقينا غضبه.... '

ماذا تريد ؟!

' طاغين ' سوف يقتلك غدًا يجب أن تهربي من هذا السجن....

وأنت لماذا تهتم؟!

لأن زوجك صديقي....

أنت تكذب....

ألم تكن أنت نفسك من أراد أن يتمتع بجسدي مع أولئك السحرة؟!

وقد اقترحت عليهم أن يأخذوني إليه ويستأذنوا منه فربما كان يريد هو أن يتمتع بي أولًا؟!

لقد قلتُ ما قلته كي أحميكِ منهم ليس أكثر....

بدا أنها كانت تشكك بأمره؛ فرفع كُم قميصه وأظهر لها تميمة مُحاكة من الخيوط الدقيقة لشعر حصان مُجنح ومرصعة بأحجار صغيرة من الذهب والياقوت والزبرجد، كان يلفها حول معصم يده وقال لها:

ألا تُذكركِ هذه التميمة بشيء؟!

كان الظلام يملأ فراغ السجن ورغم ذلك إلا أنها استطاعت مستعينة بالضوء الخافت المتسلل من الخارج أن تنظر لتلك التميمة:

' إنها ذات التميمة التي صنعتها بيدها لزوجها! '

هتفت متسائلة:

من أين حصلت عليها؟!

أومأ لها بيده:

اخفضِي صوتكِ....

ثم قال يُجيبها:

لقد أعطاني إياها زوجك وطلب مني أن أعيدها إليه حين ألتقِي به في القصر ليعطيني رقعة أرض في ' أبابيل ' أسكن فيها مع عائلتي....

ما اسمك؟!

' ياسين.... '

نعم إنها تذكر أن ' عاصف ' عندما عاد تلك الليلة من جبل ' غُراب ' حدثها عن ذلك الساحر الصبي الذي يُدعى ' ياسين ' وعن قصة لقاءه به....

نظرت إليه بشك فأدرك ما يدور داخل عقلها إنها تتسائل كيف له أن يزعم أنه صديق زوجها وهو في ذات الوقت أحد أفراد جيش 'طاغين'، لها فقال يشرح:

لقد تسللت لجيشه لأني أعلم أن وجودي هنا سوف يكون مفيدًا لزوجك ذات يوم....

ووجودي أمامكِ الآن يُثبت أن حدسي كان في مكانه....

وهنا جاء صوت السحرة من خارج السجن يُنادون عليه:

' ياسين ' أين ذهبت يا ' ياسين '؟!

ارتبك ' ياسين ' حين سمع أصوات ندائهم؛ وقال على عجالة:

يجب أن تهربي من هذا السجن بأسرع وقت يا سيدتي....

وكيف أهرب وإلى أين ألجأ؟!

لأكون صادقًا معك أنا لا أعرف لكِ طريقة للهروب، ولكني أعرف مكانًا حصينًا آمنًا أُخبئكِ فيه لو أنكِ هربتي....

ثم مد لها على عجالة ورقة صفراء متآكلة وقال:

خُذي هذه....

ما هذه؟!

إذا استطعتِ الهروب من هنا فاحرقي هذه الورقة وسوف آتِي إليكِ....

ترددت ' سرابي ' قليلًا فقال لها يستعجلها:

إن السحرة يقتربون ويجب ألّا يروني معكِ، هيا خذيها فلا وقت لدينا!!!

مدت ' سرابي ' أصابع يدها من بين قضبان القفص الضيقة والتقطت الورقة الصفراء وخبأتها داخل فمها....

وفي تلك اللحظة تمامًا دخل السحرة السجن ونظروا في الفراغ الُمظلم قليلًا....

تمتم أحدهم بعد لحظات وهو يهُّم بالانسحاب للخلف وإغلاق الباب:

إنه ليس هنا، يبدو بأنه ذهب لمكان آخر....

الحمد الله كده خلصنا.

الجَساسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن