' رحلة الأرواح الثانية '

480 24 0
                                    

بسم الله يلا نبدأ:

' الباب الخامس '

كان المكان الذى أخذتها إليه ' جومانا ' هذه المرة عبارة عن قرية كبيرة تتمركز فوق هضبة منبسطة عالية الارتفاع للحد الذي يُخيل لمن ينظر إليها من بعيد أن أهالى تلك القرية كانوا يستطيعون لمس قُرص القمر بأصابعهم لو أنهم اجتهدوا قليلًا في القفز إليه....

سألتها ' سرابي ':

ما هذا المكان الذي أخذتنِي إليه؟!

وهي تُمسكها بيدها وتشدها نحو القرية:

تعالي وانظري بنفسك....

هامت كُل من روح ' جومانا ' و ' سرابي ' في أزقة القرية حتى وصلتا إلى كوخٍ صغيرٍ استطاعتا أن تعبرا من خلال حيطانه الخشبية وما أن عبرتاه حتى شاهدتا جسدًا هامدًا ممددًا فوق فراش قديم مُحاك من صوف الأغنام فقالت ' سرابي ' بدهشة وقلق:

' هذا ' عاصف '؟! '

ثم التفتت نحو ' جومانا ' تستفهم منها:

ما الذي حدث لماذا يبدو غائبًا عن الوعي هكذا؟!

إنه يعتقد أنه خسركِ وابنتكِ للأبد فلم يحتمل الأمر وسقط مغشيًّا عليه....

هل سيكون بخير؟!!

روحه الآن في عالم آخر وقد فقدت الشغف في مواصلة الحياة، وأنتِ الأمل الأخير لإقناعها بالعودة لعالمنا هذا....

سألتها:

كيف؟!

تحدثي معه....

هل يستطيع سماعي؟!

لا، ولكنه يستطيع الشعور بكِ....

اقتربت منه قليلًا وهمست بتوسل ورجاء:

' عاصف '....

وصمتت قليلًا وكأن نُطقها لاسمه قد تطلب منها بذل مجهود كبير، ثم قالت:

' هذه أنا غيمتُك الُممطرة عندما تجف كُل بحور الأرض، ويهلك جميع من في العالم عطشًا.... '

ثم لمست وجهه بحنان وكأنما بذلك كانت تُصافح قلبه، وأكملت:

' أليس هذا ما كنت تحاول ذات مرة أن تقوله لي ولكن الحروف خانتك فلم يسعك حينها إلا أن تنطقها بعينيك؟! '

' لطالما قلتُ لك بأني لستُ بحاجة للكلمات يكفيني فقط أن أُطيل النظر لعينيك فأقرأ فيهما كُل الكلام الذي توَدُّ قوله.... '

الجَساسة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن